Translate

البحث عن الكتب

الثلاثاء، 13 يونيو 2023

العولمة والأمركة والكوكلة والكوكاكولا والمكدلة

ما هو الهدف من العولمة؟

تعريف العولمة.

إن العولمة تمثل إحدى الظواهر التي تتنوع في أشكالها حيث تأخذ أكثر من شكل. وأكثر من أسلوباً و صيغة، ويستخدم مصطلحها في النشاطات الاقتصادية والسياسية والثقافية والاجتماعية وغيرها.

لذلك اهتم بها الكثير في دراستها وتحليلها. وقد تعددت الآراء والمواقف حولها، فقد كان تشخيصها ليس سهلاً، بسبب غموضها، من حيث المفهوم، ومن حيث تجسيدها على أرض الواقع ( الرميحي، 1999، ص18).



العولمة والأمركة والمكدلة
العولمة والأمركة والكوكلة والكوكاكولا والمكدلة


وبتعريف آخر العولمه هي ظاهرة تأخذ أكثر من شكل وتأتي على صيغ مختلفة ومتنوعة. لذا تستخدم أدبياتها في السياسة والاقتصادية والثقافية والاجتماعية. وأصبحت ظاهرة ذات عالمية ذات اتساع وانتشار سريع وواسع. كما أنها تزيد من التواصل بين الأفراد والمجتمعات. (التكريتي.2010، ص 28).

مفهوم العولمة ونشأتها؟

ظهرت العولمة منذ نشوء الصراع بين الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفيتي. حيث كان الصراع ايديولوجياً، وقد عُرف بالحرب البادرة. وقد انتهى بانتصار أمريكيا ليتحول العالم من ثنائية القطب إلى أحادية القطب تحت زعامة الولايات المتحده الأمريكيه، فكان هذا أقرب إلى التاريخ والسياسة أكثر من أي مجال آخر. 

فالعولمة ظاهرة قديمة لأن جميع محتوياتها المتعددة هي أفكار قديمة كفكرة تبادل السلع. وزيادة تدفق رؤوس الأموال، فضلاً عن زيادة العلاقات المتبادلة بين الدول والأمم. 

وبالتالي كل ما جاءت به العولمة كان موجوداً منذ الكشوف الجغرافية في القرن الخامس عشر. إلا ان تطورها ونموها ظهر واتضح مع تطور وانتشار وسائل الاتصال وظهور الأقمار الصناعية (أمين، 2009، ص18)


تعريف الأمركة Americanization.

هو مصطلح يستخدم منذ عام 1907م، ويطلق على الفرد أو المجتمع المصبوغ بالصبغة الأمريكيه. وهذا دليل على التأثير الأمريكي على مختلف دول العالم. في مجالات حياتية عديدة، وأهمها السيطرة الإعلامية، والانتشار الاقتصادي والثقافي الذي يخيم على مختلف شرائح المجتمع.

بالإضافة للقوة السياسية المسيطرة على معظم الحكومات. حيث تستغل أمريكا هذه القوى الإعلامية والسياسية والثقافية لأمركة العالم أجمع. (المدينة أونلاين، 2020).

مفهوم الكوكلة والكوكاكولا.

يرى الدكتور المسيري أن مصطلح الأمركة ومفهومه هي محاولات هدفها طبع وصبغ المجتمعات بالصبغة الأمريكية، من خلال نشر وسيطرة الحياة الأمريكية. وهذا التعريف أو المفهوم يشبهه إلى حد ما مصطلحات "الكوكلة" أو "الكوكاكوليزيشن cocacolization". و" الكوكاكولا " تعتبر رمزاً لنمط وطبيعة الحياة في أمريكا وانتشارها. 

وبعض السياسيين والمفكرين يقولون إن الأمر ليس كوكلة فحسب، بل هي كوكاكولونيالية عوضاً عن "كولونيالية". وهذا يعني أن الكوكلة تمثل الاستعمار في زمن وعصر الاستهلاكية العالمية. أي أنه استعمار لا يعتمد القسر وإنما الإغواء ( محمد علي، 2021).

مصطلح المكدلة.

كتب أحد علماء الاجتماع في كتابه " The Macdonaldization of the World" والذي يعني " مكدلة العالم" والذي يعود إلى استراتيجية ماكدونالدز. والذي يعد رمز الأمركة عوضاً عن تعبير الكوكاكولا (أكاديمية بالعقل نبدأ، 2022).
وهو مصطلح استخدمه عالم الاجتماع "جورج ريتزر" في كتابه. حيث يشرح كيف أن هذه الحالة تحدث عندما يكون للثقافة صفات تشبه. وتعني نشر ثقافة الأكل الأمريكي في جميع أنحاء العالم.

استراتيجية ماكدونالدز.

تأسست شركة ماكدونالدز في سنة 1940م من قبل الأشقاء ريتشارد وموريس ماكدونالدز كموقف هامبرغر في سان برناردينو – كاليفورنيا. علماً إن الوجود العالمي لشركة ماكدونالدز يرمز إلى العولمة وتأثرها الكبير بأسلوب الحياة الأمريكية. حيث أصبحت من أكبر المؤسسات في العالم، وأكبر سلسلة مطاعم من حيث المدخول والايرادات.

ولمعرفة أسباب نجاحها يستلزم فهم المبادئ الأساسية لاستراتيجية عملها ككادر كامل. فمن أهم العناصر الرئيسية في استراتيجية الأعمال لماكدونالد هو مفهوم الوجبات السريعة، نموذج الامتياز التجاري. المشاريع المشتركة مع المنظمات والشركات الأخرى، التطوير العقاري والملكية، إدارة سلسلة التوريد، التسويق والإعلان.


مثال على مفهوم الأمركة.

ويمكننا أن نضرب مثالاً لمفهوم الأمركة وهو انتشار محالّ " ماكدونالدز" و" كنتاكي" في الصين. وهذا يدل على انتشار المنتجات الأمريكية في معظم دول العالم. حيث يملك هذان المنتجان أكثر من ثلاثة آلاف فرع لهما في الصين وحدها. ونسبة أرباحهما في الصين هي الأكبر في إجمالي أرباحهما عالمياً، مما يدل على انتشار رمز من رموز الثقافة الامريكيه أينما وجدت (محمد علي، 2021).


رأي شخصي في المصطلحات عولمة ومكدلة وكوكلة.

  1. مما سبق وحسب رأي شخصي👈 يمكن القول إن مكدله او كوكله أو امركة كلها كلمات دلالية تتداخل مع كلمة "علمنة " أو " تغريب". مع العلم أن العلمنة بشكل عام هي عملية فصل لكل القيم والعادات والثوابت عن العالم والحياة الطبيعية للإنسان الخاصة والعامة. عندها يتحول العالم بمجتمعاته لمادة استهلاكية لا قدسية لها. ولا مرجعية، ولا خصوصية، ومن ثم يمكن توظيف هذه المادة لأي حاجة دون تحفظ أو حرج، وبالتالي لا يوجد أي معايير أخلاقية أو إنسانية، وإن وجدت لا تؤخذ بعين الاعتبار.
  2. من وجهة نظر شخصية أخرى من جيل الشباب👈 يمكن القول إن فوائد العولمة لها دائما بعض التضحيات، ولهذا الفوائد والسلبيات لها نفس الوجه. ولكن من الصعب جداً التخلي عن فكرة العولمة من جهة المستفيد، وأرى أن العولمة أقرب للفكر الاستعماري أكثر من فكر التقدم الذي اتصفت به. ولو تعلمنا أن نأخذ الفائدة منها أو استخدامها في مصلحة الشعب الذي ننتمي إليه، سنكون في الكفة الرابحة.
  3. رأي آخر يقول👈 إن مطاعم الوجبات السريعة وصالات القمار وبطاقات الائتمان وغيرها من الوسائل الاستهلاكية تعتبر قوى غاشمة تحاول السيطرة على حياتنا، وتهدد الحالة الاجتماعية. كمطعم ماكدونالد الموجود في 115 دولة، يقوم بنقل ثقافة شعب ويطمس ثقافات شعوب كثيرة. كما أصبحت الجامعات تدرس بأسلوب " الماك"، حيث ترتبط المحاضرة بساعة محددة. فالطلاب لا يرون بعضهم إلا قبل المحاضرة بوقت قليل أو بعدها بلحظات. ولا يتمكن الطلاب من تطوير علاقات إنسانية بينهم وبين بعض أو بينهم وبين الأستاذ. بل أصبح الاعتماد المتزايد على البريد الالكتروني وشبكة الانترنت هو المساهم للزيادة في حدة هذا الأسلوب.
  4. من وجهة نظر أخرى يقول أحد الأشخاص👈 أنه لا لزوم للعولمة ففي المفهوم الإسلامي لدينا ما يقوم مقامها. فهي هدفها استهداف الغزو الفكري للشباب، فضلاً عن الترويج لأفكار يرفضها الدين الإسلامي واستباحتها بين الشباب. بالإضافة لتشويه الإسلام بأسلوب السياسة المفبرك إعلامياً. وجعل الشباب يخجلون من إظهار الطابع الديني من حياتهم، ولا ننسى أنه بالعمل على تسييس العولمة اتجهت الفوائد إلى الرأسمالية والدول الكبرى. فمصطلح الأمركة هو دلالة لمحاولة صبغ أي مجتمع بالصبغة الأميركيه، في عصرنا الحالي لغة العلم هي الأمريكية، وأيضا الزي الطاغي هو الزي الأمريكي وقصات الشعر وتداول المصطلحات الإنجليزية. وميل الشباب إلى الموسيقى الغربية، وبالفعل أصبح الطابع الامريكي هو السائد على المجتمعات. وبين مستخدمي العولمة والمطبقة عليهم العولمة فرق شاسع، ومثال من الطرف الأول أمريكا وفرنسا ومثال من الطرف الثاني جنوب إفريقيا.

في الختام: يمثل لفظ العولمة صبغ الشيء بالصبغة العالمية وجعل مجاله عالمياً، والدعوة لاعتماد نموذج ثابت ومحدد ومحاولة تعميمه على المجتمعات كافة ليشمل العالم بأسره، باعتباره نمطاً حضارياً. وهو النمط الامريكي (التكريتي، 2010، ص 28).

كما تعتبر العولمة في العصر الحالي من المصطلحات والمفاهيم المنتشرة بكل نجاح من خلال تطور التكنولوجيا. وتم توسيع المجالات فيها. وتسعى الى التوسع بشكل أكبر كما فعلت الكوكلة والمكدلة وانتشار العديد من الماركات.


المراجع.

  1. أمين جلال (2009): العولمة. ط1. دار الشروق. القاهرة.
  2. أكاديمية بالعقل نبدأ(2022). الأمركة والكوكلة والعلمنة... مامعنى الكوكلة؟. موقع أكاديمية بالعقل نبدأ. متاح على الرابط https://2u.pw/i2CQ7.
  3. التكريتي، هيفاء عبد الرحمن ياسين (2010). آليات العولمة الاقتصادية وآثارها المستقبلية في الاقتصاد العربي. ط1. دار الحامد للنشر. العراق.
  4. الرميحي، محمد (1999). العولمة وفخاخها – حتى لا تتحول الرأسمالية إلى حيوان شره. المستقبل العربي. العدد (241).
  5. المدينة أونلاين (2020). الأمركة Americanization. موقع المدينة أونلاين. متاح على الرابط https://2u.pw/T5A08.
  6. محمد علي، أحمد (2021). بعض مفاهيم العولمة والحداثة... رؤية عبد الوهاب المسيري. موقع خطوة للتوثيق والدراسات. متاح على الرابط https://2u.pw/DRHwf.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اتصل بنا

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *