مفاهيم في التنمية.
إن دول العالم الثالث بحاجة لما يسمى بالتنمية الشاملة. تنمية في مختلف مجالات حياة أبنائها. تنمية تشمل مختلف النطاقات الإيجابية ويتحقق ذلك من خلال انتشار العولمة.
فيا ترى ما هو مفهوم التنمية؟ وما دور العولمة في مفهوم التنمية؟
مفهوم التنمية لغة واصطلاحاً.
التنمية في قواميس ومعاجم اللغة العربية هي: النماء والزيادة والوفرة والإكثار. وهي مفردات وكلمات من وجهة نظر علماء اللغة العربية واضحة. ولا تحتاج إلى تفسير.
أما مفهوم التنمية في اللغة الإنجليزية. مشتق من “نمى” بمعنى الزيادة والانتشار.
ماذا تعني التنمية بالنسبة لك؟
التنمية بالنسبة لي هي التطور والازدهار في مختلف مجالات الحياة على مستوى المجتمعات. فالتنمية هي الوفرة والنمو.
أما من ناحية الاصطلاح فالتنمية هي عبارة عن تغيير إداري على مستوى المؤسسات والحكومات والمجتمع ككل في جوانب عديدة سياسية. اجتماعية. اقتصادية. ثقافية. بقصد إحداث التطوير والنمو من خلال استغلال كافة الموارد والقدرات المتاحة في الوطن. والتي يحتاجها المجتمع وبنفس الوقت تحسن من أحوال الأفراد.
بمعنى آخر التنمية بالنسبة لي هي 👈عبارة عن النهوض بكل الإمكانيات لمحاولة الوصول للأفضل. ومن الممكن ألا نصل للأفضل. ولكن إمكانية التطور تكفي لنقول أننا نخوض التنمية بالشكل الصحيح. ويمكن للتنميه أن تخرجنا من حدود الدول النامية الى حدود الدول الكبرى أو العظمى.
التنمية هي تطور وازدهار الشيء الذي نهتم به. مثلاً تنمية الطفل تنمية حسنه يعني تربيته ورعايته بأسس صحية واجتماعية وتقديمه بصورة جيدة للمجتمع وتأهيله. وبذات الوقت تحقيق عوائد مرضية للأهل والمجتمع.
فلسفة التنمية هي تغير الحال من مستوى إلى مستوى أعلى و متقدم، وهذا يعني أن تحقيق الزيادة المتراكمة الدائمة خلال فترة زمنية معينة، ولدينا الكثير من مفاهيم التنمية وليست خاصة فقط برأس المال.
فالتنمية برأس المال تعني الاهتمام بالموارد وزيادة الأرباح بينما هناك مفاهيم أخرى كالتنمية السياسية والاقتصادية الاجتماعية والثقافية والفكرية... إلخ (الحياري. 2016).
تعريف التنمية.
للتنمية مفاهيم عديدة غير تراكم رأس المال.
- فقد عرفها (أبو النصر، 2007، ص189) بعملية ديناميكية مكونة من سلسلة تغيرات هيكلية وظيفية في المجتمع ناجمة عن التدخل في توجيه الموارد المتاحة لهذا المجتمع كماً ونوعاً. بهدف رفع معدل الرفاهية لغالبية أفراد المجتمع. من خلال زيادة فاعلية استثمار أفراده لطاقات وموارد المجتمع حتى الحدود القصوى.
- أما أبو كريشة (2003، ص37) فقد عرف التنمية بأنها تنمية الطاقات البشرية لأقصى حد ممكن، أو أتها أقصى حد لإشباع حاجات الفرد الاجتماعية من أجل الوصول بالإنسان إلى مستوى معيشي محدد.
- بينما عرفت الأمم المتحدة التنمية بأنها العمليات التي تساهم في توحيد جهود الأفراد والحكومة بهدف تحسين مختلف الأحوال الاجتماعية والثقافية والاقتصادية في المجتمع المحلي، والسعي نحو الوصول للاندماج في حياة الأمة بالإضافة لتحقيق أقصى تقدم ممكن (شفيق،1998، ص13).
وتتعدد مفاهيم التنمية حسب المجتمعات والمجالات في كل مجتمع نوضحها فيما يلي ( السلاوي، 2019).
- في الفكر الإسلامي👈 فمفهوم التنمية يرتبط بمفهوم الزكاة، الذي يعني الوفرة والنماء الممزوجة بالبركة، ويسمى الإخراج من المال زكاة، ويعني وفق معايير الاقتصاد نقص منه مادياً، ولكن يزداد وينمو بالبركة. وهذا موضع خلاف لغوي مع مفهوم ومصطلح التنمية ذي البعد الدنيوي. والذي يتم قياسه في المجتمعات الغربية حسب مؤشرات اقتصادية مادية.
- من وجهة نظر الفكر الأوروبي👈 فإن التنمية هي عند انتقال العلم ليصبح ثقافة تعمل على تأطير الفكر والسلوك البشري الواعي، ليتحول لعملية تنموية، ضمن شروط البحث العلمي. الذي يحول التنمية لقاعدة في سياسات المجتمع الديمقراطي.
- في العصر الحديث👈 ارتبط مفهوم التنمية بالعديد من المجالات المعرفية. ليشغل في الدراسات والأبحاث الأكاديمية مساحة واسعة مرتبطة بالكفاءة والفعالية الاقتصادية، والثقافية، والسياسية في الدول النامية. أو تلك الدول التي في طريقها للنمو.
وتبعاً لأقطاب التنمية هناك مفاهيم متنوعة منها سياسي، بشري، ثقافي، اقتصادي، مستدام.
ما دور العولمة في تحديد مفهوم التنمية؟
تعتبر مسألة تحقيق تنمية دائمة للمجتمع مسؤولية مشتركة تقع على عاتق جميع أعضاء المجتمع الدولي، وخاصة في ظل عالم تتزايد فيه قوة السوق، ويتعاظم دور المؤسسات العالمية والشركات متعددة الجنسيات، لذا كان لابد من إدارة العولمة بصورة تدعم التنمية المستدامة لصالح الأجيال القادمة.
وبما أن العولمة كانت بمثابة موجة جارفة من التغييرات الجذرية لمختلف جوانب الحياة، إذ جعلت التنمية المستدامة وحماية البيئة هدفاً مشتركاً، وبعداً عالمياً، حيث أدت العولمة – رغم بعض التأثيرات السلبية على البيئة والتنمية المستدامة – إلى تدويل الجهود الدولية بقصد حمايتها.
من خلال مشاركة الجهات الفاعلة ( أصحاب المصلحة) من الشركات متعددة الجنسيات. في تفعيل البعد البيئي. وتمويل المؤسسات المالية العالمية المتخصصة في الارتقاء بالتنمية المستدامة. وبرامج ومشاريع حماية البيئة. لأن المشكلات البيئية والتنموية غير محدودة ( بوقزولة،2020، ص336).
كيف تؤثر العولمة على التنمية.
على البنى الاقتصادية:
- تزايد التبادل الاقتصادي بين الدول على مستوى العالم. ووحدة الأسواق المالية والنقدية.
- حرية انتقال رأسمال وعوامل الإنتاج الأخرى. فضلاً عن فتح الحدود أما التجارة الحرة بدون قيود (ياسين، 2002، ص255). وبالتالي تعميق التبادلات التجارية من خلال رفع القيود في وجه التجارة الدولية لمختلف السلع والمنتجات. من خلال الاتفاقيات متعددة الأطراف في إطار منظمة التجارة العالمية.
- تفرض العولمة نظام اقتصادي عالمي بالاستناد للمنافسة الحرة ورفع مستوى الخدمات والسلع فضلاً عن التنافس في مجالات التجارة العالمية والتسويق وغيرها. ومحاولة إلغاء دور الحكومات والدول من أجل تخفيف الأعباء (رشوان، 2005، س154).
على البنى الاجتماعية والثقافية:
- إن نمور وانتشار العولمة ساهم في زيادة الفقر وانقسام المجتمع إلى طبقتين. طبقة الأغنياء وطبقة الفقراء. حيث لايوجد طبقة وسطى.
- الإجراءات الإصلاحية الاقتصادية المتوافقة التي تتلاءم وتتوافق مع العولمة تدعو لاستقطاب اجتماعي يساهم في زيادة الثروة. وتزيد من حدة عدم المساواة بين مختلف الطبقات الاجتماعية. مما يؤثر سلباً على التوافق الاجتماعي للكيانات داخل الدولة الواحدة (عبد الرضا، 2010، ص107).
- التطور التكنولوجي المهول لوسائل الاتصال والمعلوماتية هو أبرز مظاهر العولمة، وله الدور الكبير في انتقال سريع للمعطيات والأخبار مع إلغاء الحدود في العيديد من المجالات ليصبح العالم قرية صغيرة ترتبط بشبكة معلوماتية واحدة.
- هيمنة الثقافات والقيم الغربية من خلال تعميم القيم الأمريكية. ومحاول نشرها عالمياً كالسلع التي تمت عولمتها، حيث تم تنميط الأذواق وأساليب المعيشة الاستهلاكية (درويش، 2015، ص31).
- إثراء الثقافات المحلية وتنميتها من خلال العولمة بتبادل المعارف وإدخال تجارب ومهارات جديدة. انطلاقاً من أن كل ثقافة تتطور وتنمو بفضل التلاحم والاندماج بينها وبين الثقافات الأخرى. مع تجاوز الحدود إلى مسالك عالمية (رشوان، 2005، س71).
في الختام 👈لا يمكن لأي مهتم أن يتجاوز أو ينكر تأثير العولمة على مفاهيم التنمية سواء من حيث تعميم انتشار المفهوم عالمياً من خلال وسائل التكنولوجيا الرقمية ووسائل الاتصال، أو من خلال زيادة عدد المهتمين بها على المستوى الأفقي. والتعمق بالمفاهيم والأبحاث المتعلقة بها وتأثيراتها على المستوى الشاقولي.
في الوقت الذي ازداد فيه تدخل الدول الغربية في شؤون الدول النامية تحت عناوين مختلفة مثل التنمية السياسية والتنمية الاقتصادية والتنمية الاجتماعية وما يصاحبها من متطلبات مثل الحريات والحقوق المدنية والسياسية والإعلامية والتعبير عن الرأي والمعتقد إلخ. وفي نفس الوقت تفرض تلك الدول الغربية أنظمتها الاقتصادية وتصوراتها وبرامجها وآرائها على دول العالم النامي من خلال سيطرتها على المنظمات الدولية أو من خلال المساعدة التي تقدمها لها.
المراجع.
- أبو النصر، مدحت محمد. (2007). إدارة وتنمية الموارد البشرية – الاتجاهات المعاصرة. القاهرة: مجموعة النيل العربية.
- أبو كريشة، عبد الرحمن تمام. (2003). دراسات في علم اجتماع التنمية. الإسكندرية: المكتب الجامعي الحديث.
- الحياري، ايمان. (2016). مفهوم التنمية. موقع موضوع. متاح على: https://cutt.us/WGnls.
- السلاوي، محمد أديب(2019). ما هي مفاهيم وقيم التنمية؟. هيسبريس. متاح على الرابط https://2u.pw/gAoNc.
- بوقزولة، كريمة (2020). العولمة والتنمية المستدامة. العدد 10. الجزائر: مجلة الفكر للدراسات القانونية والسياسية.
- درويش، كنزة. (2015). العولمة وإشكالية التنمية في العالم الثالث. رسالة ماجستير في العلوم السياسية. تخصص سياسات عامة مقارنة. كلية الحقوق والعلوم السياسية. جامعة العربي بن مهيدي. أم البواقي.
- رشوان، حسين عبد الحميد. (2005). العلمانية والعولمة من منظور علم الاجتماع. الإسكندرية: مركز الإسكندرية للكتاب.
- شفيق، محمد. (1998). البحث العلمي – الخطوات المنهجية لإعداد البحوث الاجتماعية. الإسكندرية: المكتب الجامعي الحديث.
- عبد الرضا، أسعد طارش. (2010 ). الآثار الاجتماعية للعولمة على دول العالم الثالث. العدد43: مجلة دراسات دولية.
- ياسين، السيد. (2002). العالمية والعولمة من منظور علم الاجتماع. ط2. مصر: دار نهضة مصر للطباعة والنشر.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق