Translate

البحث عن الكتب

السبت، 8 يوليو 2023

الذاكرة المكبوتة - إحياء الذاكرة المكبوتة وقمعها

 

ماهية الذاكرة المكبوتة وكيف تظهر؟

في البداية ما هو فقدان الذاكرة الانفصالي (الذاكرة المكبوتة) هي حالة لا يستطيع الشخص فيها تذكر المعلومات المهمة عن حياته، وقد يقتصر النسيان على مواضيع معينة.


إحياء الذاكرة المكبوتة وقمعها
الذاكرة المكبوتة - إحياء الذاكرة المكبوتة وقمعها


أو قد يشمل الكثير من جوانب حياة الشخص أو هويته. يعتبر فقدان الذاكرة الانفصالي إحدى حالات الاضطرابات التفارقية، وهي مرض عقلي يحدث فيه انهيار للوظائف العقلية كالذاكرة. (الخريشة، 2022).

تعريف الذاكرة المكبوتة.

الذاكرة هي عملية عقلية تحفظ فيها المعلومات ومن ثم يتم استرجاع الخبرات الماضية منها، وكل ما يفعله الإنسان يعتمد على الذاكرة، فالإدراك والتعلم وحل المشكلات تحتاج للقدرة على تخزين المعلومات، وبالتالي فالذاكرة هي إبقاء المعلومات جاهزة لاستخدامها عند اللزوم (محمد علي، 2018، ص27).

بينما الذاكرة المكبوته (فقدان الذاكرة الانفصامي) هي عدم تذكر المعلومات، بسبب الأحداث الصادمة في حياة الفرد، فيتم تخزين الذكريات بحيث يصعب الوصول إليها بسبب طرق وآليات الدفاع النفسي (بورتنوف، 2021).

إذا الذاكرة المكبوتة يطلق عليها فقدان الذاكرة الانفصامي المرتبطة بموقف مجهدة أو صدمة. و يعرفه الدليل التشخيصي الإحصائي للاضطرابات العقلية بعدم القدرة على استدعاء المعلومات الذاتية (نسيان المعلومات الشخصية المهمة).


اقرأ أيضاً الذاكرة والذكاء - ما هي العلاقة التي تربط الذكاء بالذاكرة؟.

ما هي الظروف التي ترجح ظهور الذكريات المكبوتة؟

لدى البعض ذكريات من مراحل متعددة في حياتهم المبكرة، والبعض الآخر لا يمكنه تذكر سوى القليل جداً من سنوات الطفولة الأولى. حيث لا يتبقى في الذاكرة إلا بعض الصور والمواقف المشوشة، فالأفراد يتعاملون مع الذكريات المؤلمة من خلال نسيان الموقف بمختلف أشكاله. 

ويمكن تفسير ذلك من خلال نظرية " الذاكره المكبوته "، والتي كانت تربط صدمة الطفولة بفقدان الذاكرة. وعمل بعض المعالجين النفسيين على مساعدة المرضى على استعادة ذكرياتهم المكبوتة. إلا أن ذلك لم تثبت صحته فيما بعد، والسبب أن بعض الناجين كان لديهم ذكريات مفككة غير مترابطة أو ثغرات في الذاكرة حول وقت الأذية.

 ويرى الخبراء أنه من الصعب أن ينسى الشخص كل شيء عن الموقف الصادم الذي مر به. فبعض الأطفال يستجيب للصدمة عبر تفكيك الذكريات. وبالتالي قد يؤثر على كيفية تذكرهم للأحداث التي مروا بها، بينما يرفض البعض الآخر التفكير في تلك الصدمة ويقومون ببناء جدار أو حاجز يفصل بينهم وبين الحدث أو الأذية.

وفي كلتا الحالتين، لا تختفي الصدمة تماماً من الذاكرة في العادة. على العكس يميل الناجون إلى تذكر بعض الأحداث الصادمة بصورة جزئية، وتكون غير واضحة ومشوشة.

كما إن الكثير من النمو والتطور المعرفي يحدث خلال مرحلة الطفولة المبكرة، بما فيها القدرة على تذكر تعليمات وأحداثاً لفترات زمنية أطول. فضلاً عن إنتاج خلايا عصبية، ليقوم الدماغ بدمجها ضمن مسارات جديدة.

ورغم أن هذا الأمر يعتبر ملائماً للتقدم التنموي، إلا أنه ليس مناسباً للذكريات المخزنة. حيث أن هذه الخلايا العصبية قد تحجب وتمنع الذكريات المبكرة وقد تعطل مسارات الذاكرة بطرق أخرى. لذلك فالنمو المعرفي الطبيعي يؤثر على تخزين واستعادة الذاكرة. (فاروق، (11 مارس 2021)).


ما هي الآثار المحتملة لإحياء هذه الذكريات؟

استثارة الذكريات المكبوته وإحيائها يكون من خلال رائحة معينة كالعطر، أو من خلال التذوق، أو سماع صوت كان متواجداً وقت الصدمه أو عندما تكون في جلسة العلاج النفسي.

على الرغم من أن التفكير الذاتي مفيد إلا إن تذكر الماضي واستحضاره والتفاعل معه ضار. والتفكير في مشاكلك وتضخيمها يضخم شعورك باليأس والإحباط.

ربما تقوم بتذكر محادثة أجريتها مع صديقك الغالي مراراً وتكراراً في رأسك وفي كل مرة تسترجع فيها مناقشتك فإنك تضغط على نفسك بسبب كلمة قلتها. ويؤدي استعادة نفس الصورة أو المحادثة مراراً وتكراراً إلى تضخيم مخاوفك. فإحياء تلك الأوقات المؤلمة يخفض ثقتك بنفسك ويزداد اليأس لديك ويتضخم.

حيث إن الاستغراق في السلبية يؤدي إلى مشاكل نفسية. فكلما فكرت في الصعوبات والمشاكل التي تواجهها زادت احتمالية تعرضك للاكتئاب واضطراب ما بعد الصدمة. وكلما فكرت أكثر في مشاكلك زادت صعوبة استعادة صحتك النفسية.

وبالتالي فالآثار المحتملة لإحياء هذه الذكريات. هو شعور الضحية بالقلق والحزن والكآبة وقد يحاول الانتحار ويصاب العديد من الاضطرابات في العلاقات الاجتماعية.


ما هي معتقداتك الشخصية حول عقلك بقمع الذكريات المؤلمة للغاية؟

إن  قناعتي الشخصية حول قمع عقلي للذكريات المؤلمة هو بسبب أن تعرضي لصدمة قد تضرني بشكل كبير فقد يصاحبها ارتفاع في دقات القلب مما يعرض القلب للتوقف. وبالتالي الوفاة. ولكن الجسم دائماً في حالة استعداد لأي ضرر يصيبه فيقوم بقمع هذه الذكريات.

وبالتالي النسيان أو عدم إظهار هذه الذكريات له سمة إيجابية من جهة حيث إن الفائدة تتركز بالنسيان لهذا الحدث المؤلم وكأنه لم يكن موجوداً. وله سمة سلبية من جهة أخرى حيث أن الذكريات المكبوتة قد تنعكس على تصرفات الفرد المستقبلية بشكل غير مباشر وغير مفهوم.

لذلك يقوم الدماغ بقمع ذكريات معينة لحمايتنا من التجارب والعواطف السلبية. كقمع الذكريات التي تدور حول الحزن الشديد.

على سبيل المثال: وفاة أحد أفراد أسرتنا قد ينهار الأشخاص الذين يعانون من ضغوط كبيرة في حياتهم بسبب التوترات المتراكمة ويفقدون ذكرياتهم. وبالتالي تؤدي الأحداث المؤلمة إلى كبت الذاكرة. عادة ما يكون لدى الفرد تذكر منخفض أو قليل للأحداث الصادمة لحماية نفسه من استعادة الصدمة.

كذلك الأمر إذا كنت تميل إلى التفكير في الذكريات المؤلمة وتلوم نفسك بسبب أخطائك فإنني أرى أنه يتوجب عليك الالتزام بتغيير طريقة تفكيرك، ويتطلب ذلك تدريباً للتوقف عن استعادة واسترجاع تلك الذكريات المؤلمة من خلال القيام ببعض التمارين النفسية التي قد تساعدك على الشعور بتحسن والمقدرة على التصرف بنشاط وقدرة على حل تلك المشاكل.


الذكريات المؤلمة - كيف يمكن تشخيصها وعلاجها؟ 

بالاعتماد على الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية الخامس نجد أن:

التشخيص.

ينطبق هذا التصنيف على الحالات التي تسودها أعراض تتميز باضطرابات متعلقة بالصدمة، كالتعرض لاحتمال إصابة خطيرة عبر التعرض مباشرة للحدث الصادم العنيف أو العرضي، والمشاهدة الشخصية للموقف عند حدوثه للآخرين، بالإضافة للذكريات المتكررة عن الحدث الصادم (الحمادي، د ت، ص112).

العلاج.

إن التفكير في مشاكلك وذكرياتك المؤلمة ليس مفيداً إلا إذا كنت تبحث عن نشاط يحل تلك المشكلة. والبحث بداخلك عما إذا كان هناك أي فعل يمكنك أن تقوم به حيال الموقف، كما يجب الالتزام بالتعلم من أخطائك وحل مشاكلك حتى تتمكن من التقدم والنمو نفسياً. وخصص في جدولك وقتاً للتفكير عندما تلاحظ أنك تقلق أو تفكر في استعادة الذكريات المؤلمة خارج ذلك الوقت المخصص، واعتمد على تذكير نفسك " سأفكر في ذلك لاحقاً".

فمعرفة أن لديك وقت للتفكير في موقف مزعج في وقت لاحق سوف يساعدك على تأجيله. كما يساعدك الالتزام بالوقت المخصص على التفكير في مشاكلك بطريقة أكثر كفاءة وإنتاجية. ويمنعك أيضاً من معاقبة نفسك من خلال استعادة ذكرياتك المؤلمة مراراً وتكراراً. (Samir,2021).

يعمل التصنيف الإحصائي والتشخيصي للاضطرابات العقلية على تقديم ‏معايير تشخيصية من أجل تحسين وثوقية الأحكام التشخيصية وأيضا من أجل مرجع معجل (الحمادي، 2014).

اقرأ أيضاً العقاب - السلوك والعقاب.

المراجع.

  1. الحمادي، أنور. (د – ت). التصنيف التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية DSM-5، ملف PDF، متاح على الرابط https://sanad.info/system/files/dsm-5-ldlyl-ltshkhysy-wlhsyy-lkhms-bllg-lrby.pdf.
  2. الحمادي، أنور. (1/ 11/ 2014). خلاصة الدليل التشخيصي والإحصائي الخامس للاضطرابات العقلية DSM - 5. لبنان، بيروت: الدار العربية للعلوم ناشرون. تم الاسترجاع من الرابط: https://www.neelwafurat.com/itempage.aspx?id=lbb238330-217454&search=books.
  3. الخريشه، عنود. (2022). فقدان الذاكرة الانفصالي: الأسباب و الأعراض و العلاج، موقع صحة نفسية مقدمة مع موضوع. متاح على الرابط: https://2u.pw/3aEv3S.
  4. بورتنوف، أليكسي. (2021). فقدان الذاكرة الفصامي: الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج، بوابة ILive-Ok، متاح على الرابط .https://ar-m.iliveok.com/health/fqdn-ldhkr-lfsmy-lsbb-wlrd-wltshkhys-wllj_110062i15956.html. 
  5. فاروق، الشيماء أحمد. (11 مارس 2021). نظرية الذاكرة المكبوتة.. لماذا لا نتذكر أحداث من مرحلة الطفولة بسهولة؟. الشروق.  متاح على الرابط. https://www.shorouknews.com/news/view.aspx?cdate=11032021&id=782b863c-cbd3-4ece-aceb-04b45941b7e5. 
  6. محمد علي، أحمد رمضان. (2018). سعة الذاكرة العاملة وعلاقتها بالمرونة المعرفية الأكاديمية لدى الطلاب القاطنين بغير اللغة العربية مرتفعي ومنخفضي التحصيل الدراسي، العدد الثاني، ج2، العلوم التربوية، أسيوط.
  7. Samir، menna (2021). ما أسباب استرجاع الذكريات؟. المرسال. متاح على الرابط .https://www.almrsal.com/post/1040073.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اتصل بنا

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *