ماهية وصمة العار (التنمر) في علم النفس
نتفق إجمالاً بأنه توجد وصمة عار ترتبط بالأمراض النفسية في بعض المجتمعات والثقافات . وهذه الوصمة تؤدي إلى التمييز والتحيز ضد الأشخاص الذين يعانون من الاضطرابات النفسية.
 |
| التنمر - كيفية التعامل مع وصمة العار في علم النفس |
وتتمثل في إلصاق العلامات السلبية عليهم وتصنيفهم على أنهم أقل كفاءة. وهذا يؤدي إلى تجريحهم وإساءة التعامل معهم في المجتمع (أبو عمو. 2022).
الوصمة .
هي اعتقاد يعمل على تمييز الفرد عن الجماعة فيصبح منعزلاً عن المجتمع. ويفقد فرصة العيش مع افراد المجتمع (عيسى، 2005، ص37)
الشعور بالوصمة من المرض هو استعداد مكتسب يتكون عند الشخص. بسبب العديد من الاضطرابات التي يتعرض لها خلال حياته (أحمد، 2009، ص22).
أنواع وصمة العار.
إن وصمة العار المرتبطة بالمرض النفسي تنقسم إلى:
- وصمة العار الاجتماعية وهي جميع السلوكيات والتصرّفات العنصرية ضدّ أشخاص يعانون من مشاكل نفسية.
- وصمة العار الشخصية وهي ما يشعر به الشخص الذي يعاني من اضطرابات نفسية تجاه وضعه النفسي. وما تسبب هذه الوصمة من حرج وخوف بشكل كبير على مشاعر هذا الشخص. مما يؤدي إلى تراجع النتائج المتوقعة من العلاج.
آثارها.
- عدم تفهّم أفراد العائلة، الزملاء في العمل، الأصدقاء.
- لا يتوفر للشخص المصاب الفرص المناسبة، سواءً كانت فرص عمل، مسكن، دراسة.
- تعرّض المصاب للتنمر، العنف الجسدي.
- الضغوطات المادية بسبب أن معظم برامج التأمين لا تسمح بتغطية تكاليف علاج الامراض النفسية.
- فقدان الثقة في أن يتمكّن الشخص المصاب نفسه من التغلّب على مختلف المواقف التي تواجهه. (الأشقر،2022).
كيفية التعامل مع وصمة العار سواءً كنت أنت الشخص المصاب أو أحدًا من أصدقائك. وكيف يمكننا محاربتها؟
في حال كنت أنا الشخص المصاب على القيام بمايلي:
- الالتزام بالعلاج.
- لا أسمح لهذه الوصمة ان تفقدني ثقتي بنفسي.
- الحصول على المساعدة من جماعات الدعم النفسي.
أما في حال كان المصاب من الوسيط المحيط بي أقوم بـ:
- الاطلاع على مواضيع الصحة الذهنية ومحاولة تثقيف نفسي لأتمكن من التعامل مع المصاب بصورة فعالة.
- الانتباه لأسلوب الكلام مع المصاب ومراعاة وضعه الصحي النفسي وضرورة التعاطف معهم.
وصف تجربة وصمة العار المرتبطة بالاضطرابات العقلية أو السلوك غير العادي.
تجربة أولى.
حيث مرت إحدى الفتيات بحالة من القلق والتوتر نتيجة ضرب مدينتنا بزلزال سبب في انهيار مئات المباني. فضلاً عن آلاف الضحايا، وبعد مرور شهر على الحادثة وهذه الفتاة دوماً تشعر بجدران المنزل تهتز وتركض خوفاً من الزلزال. وفي إحدى المرات وعند حدوث هزة خفيفة قامت الفتاة برمي نفسها عن البلكونة بارتفاع ثلاثة أمتار لتتعرض لكسور في عمودها الفقري، وهي طريحة في المشفى.
بعد إجراء بعض العمليات اللازمة لمعالجة الأمراض العضوية، ومن ثم ليتم تحويلها لجلسات العلاج النفسي بعد عرضها على المختص النفسي.
تجربة ثانية.
من يعانون من اضطراب القلق الاجتماعي ويشعرون دائماً بالخجل والرهبة في المواقف الاجتماعية. كانوا يتعرضون للتمييز من قبل الأشخاص الذين لا يفهمون حالتهم ويعتبرونهم فئة مستضعفة. بسبب عدم قدرتهم على التعامل بسلاسة مع الناس. لذا ومما سبق وعن نوع التعامل الواجب اتباعه مع المرضى النفسيين.
فأرى بأنه يجب أن يكون بنفس الطريقة التي نتعامل بها مع الأشخاص العاديين. وهذا يشمل التعامل بكل احترام وتقدير وإحسان الظن بهم. دون التفرقة بينهم وبين أي شخص آخر ويجب الحرص على تجنب الإساءة إلى المرضى النفسيين.
أما بالنسبة للتأثير الاجتماعي فإن أفعالنا تلعب دوراً كبيراً في تحديد كيفية تصرف المجتمع ونظرته إلى المرضى النفسيين. حيث إنه إذا كانت الأفعال تتجه نحو التمييز والتحيز ضد المرضى النفسيين. فسيؤدي ذلك إلى زيادة وصمة العار التي يتعرضون لها.
وعلى العكس إذا كانت الأفعال تتميز بالتعاطف والتفهم والدعم للمرضى النفسيين. فسيساهم ذلك في تخفيف وصمة العار التي يتعرضون لها.
المراجع.
- ابو عمو، ربى. (2022). لماذا ترتبط وصمة العار بالأمراض النفسية؟. العربي الجديد. تم الاسترجاع من الرابطhttps://bit.ly/3J7rWi7.
- احمد، إسماعيل أحمد محمد. (2009). الاتجاه نحو المرض النفسي في البيئة الفلسطينية وعلاقته ببعض المتغيرات الأخرى. رسالة ماجستير غير منشورة. الجامعة الإسلامية. غزة.
- الأشقر، لمياء. (2022). وصمة العار.. والمرض النفسي. الوطن الطبية. متاح على الرابط https://2u.pw/0QkuBB.
- عيسى، علاء الدين. (2005). مدى فاعلية برنامج مقترح في الارشاد النفسي لتخفيف وصمة المرض النفسي المرتبطة بالعلاج النفسي. رسالة ماجستير غير منشورة. الجامعة الإسلامية. غزة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق