الاتصال بين الأفراد من خلال عناصر رئيسية
إن محور عمليات نقل الخبرات البشرية عبر الأجيال يتمثل في الاتصال الذي يتم فيه تبادل الأفكار والمعلومات والمهارات بين الأفراد الحقيقيين مثل الأشخاص. أو الأفراد الاعتباريين مثل المؤسسات والإدارات والهيئات في جميع الأوقات. عن طريق استخدام الكلمات والألفاظ والصور والرسوم والأشكال. كما إنه بدون الاتصال يختفي ويتلاشى الآثار.
مفاهيم في الاتصال.
تعريف 1.
هو إرسال معلومات أو تبادل المعلومات بين طرفين في منظمة أحدهما مرسل والثاني متلقي أو مستقبل. مما يؤدي إلى نتائج محددة، كتغيير السلوك أو تعديل في الممارسات والمواقف. وبمعنى آخر هو تبادل الخبرات والفهم المشترك عن طريق استعمال رموز محددة (حريم، 2023، ص15).
تعريف 2.
هو المعلومات أو الرسائل الشفوية أو هو تبادل للآراء والأفكار من خلال الإشارات أو الرموز والتشفير أو الكلام الشفوي او المكتوب (منصور، 2000، ص11).
تعريف 3.
هو نقل المهارات والأفكار والمعلومات بين شخصين، أو بين شخص وجماعة. أو بين جماعة وأخرى، أي هو تبادل فكري سلوكي وجداني بين الأفراد. أو تفاعل بين طرفين بحيث يحقق التعاون والمشاركة في الأنشطة بينهما (حسين، 1998، ص709 -710).
أهمية عملية الاتصال.
تتمثل أهمية الاتصال في حياة الأفراد بسبب اعتباره الوسيلة الأساسية التي يتم من خلالها نقل البيانات والمعلومات وتبادل الخبرات.ويمكننا ذكر أهمية الأتصال من خلال النقاط التالية (الجامعة الالكترونية السعودية، 2012، ص8).
- يعتبر وسيلة للحوار والتخاطب بين مختلف الأفراد والجماعات.
- يمثل العمود الفقري للعملية التعليمية والبحثية.
- من خلاله يتم أداء وإنجاز العمليات الإدارية الرئيسية من التخطيط والتنظيم والتوجيه ومن ثم الإشراف والمراقبة.
- يمثل أداة ضرورية لتحقيق ما يرغب الإنسان من أهداف.
- هو وسيلة مهمة وفعالة تقوم بتنسيق الأنشطة والاجتماعات والمهام الإدارية في مختلف المنظمات والمؤسسات.
- الاتصال هو وسيلة وليست غاية بحد ذاتها، فهو يساهم في تحقيق الأهداف وإنجاز الأعمال والأنشطة بطريقة مناسبة وفعالة اكتساب تعاون الآخرين.
ما هي عناصر الاتصال الفعال؟
تتضمن عناصر الاتصال من مهارات الإتصال الفعال communication skills ما يلي (أبو النصر، 2023، ص25):
- الهدف: لكل عملية اتصال يجب أن يتوافر هدف واضح ودقيق لتلك العملية.
- المرسل: هو من يقوم بإرسال الرسالة للمستقبل من خلال اجتماعات. أي القائم بالاتصال حيث يسمى المصدر لأنه يقوم بنقل المعلومات والآراء أو الاتجاهات والمعاني إلى الآخرين (محمود، 2002، ص77).
- المستقبل: هو مستلم الرسالة الواصلة من المرسل. ويمثل الطرف الآخر في عملية الاتصال. ويمكن تسميته المتلقي. ويمثل الطرف فرد أو جماهير تستقبل الرسالة والمحتوى الخاص بها من أفكار ومعلومات (محمود، 2002، ص77).
- الرسالة: هي المعلومات والمعاني والأفكار أو القرارات أو الاتجاهات التي يسعى المرسل لإيصالها إلى المستقبل عبر الاتصالات المختلفة اللفظية أو غير اللفظية من خلال إشارات أو رموز. مكتوبة أو مصورة. ومن أمثلتها الحقائق والخبرات العلمية التي يعلمها المعلم لتلاميذه يمثل رسالة. والاحساس بالفرح أو الحزن الذي يسعى الفنان إيصاله للجمهور أو المستمعين هو رسالة. ولكي تكون الرسالة مفهومة وواضحة. يتوجب على المرسل انتقاء عبارات ومعلومات تتناسب مع المستوى الثقافي للمتلقي وخبراته خلال اجتماعه مع المتلقي. وأن تكون بعيدة عن التشكيك والغموض. فضلاً عن وجوب وضوح أهدافها والابتعاد عن السلبية وتضمينها منفعتها للمستقبل (ربابعة، 2015، ص4).
- قناة الاتصال أو الوسيلة: هي الطريقة أو الأداء التي يتم بها إيصال الرسالة خلال عملية الاتصال بين المرسل والمستقبل. مثل التقارير، الاتصالات الهاتفية، الاجتماعات. والحركات والصور والسينما هي وسيط ينقل الرسالة (أبو النصر، 2023، ص25)
- الترميز: هو أسلوب يتم اعتماده من قبل المرسل لتحويل الرسالة على شكل شيفرات ورموز قابلة للفهم. (أبو النصر، 2023، ص25).
- فك الترميز: هو أسلوب يتم استخدامه من قبل المستقبل لفهم الرسالة المرسلة (أبو النصر، 2023، ص25).
- التغذية الراجعة أو المرتدة: هي درجة فهم أو استجابة المرسل أو ردود الفعل التي يتلقاها من المستقبل. والتي تساعد على تحسين جودة الاتصال. وبناء عليها يعدل المرسل بعض الأمور الضرورية في أسلوب وطبيعة اتصاله. او استخدام وسيلة اتصال مختلفة. ليضمن تجاوب المستقبل في عمليه التواصل والإتصال. ويتحقق من أن الرسالة المراد إيصالها قد وصلت بالصورة المتوقعة للمستقبل. وأن المستقبل قد فهم الرسالة، ويطلق عليه رجع الصدى. فيعتبر رد فعل المتلقي على رسالة المرسل. وتمثل تكملة الحوار من قبل المتلقي والذي بدأه المرسل لتكتمل حلقة الاتصال (محمد، 2005، ص77).
- مصادر التشويش: كالضوضاء التي تحدث بسبب البيئة الداخلية وتمثلها المنظمة. أو المجتمع والذي يمثل البيئة الخارجية. وهذه المصادر تؤثر على جميع عناصر الإتصال. حيث تسبب في قلة الانتباه أو التركيز لدى المرسل والمستقبل على حد سواء. فضلاً عن تحريف المعنى وتقليل الدقة والوضوح أثناء الاتصال (أبو النصر، 2023، ص25).
ماذا يحدث عندما تفقد عملية الاتصال أحد هذه العناصر؟
يعتبر التواصل جزء رئيسي من حياتنا اليومية بغض النظر عن أشكاله (مكتوب أو لفظي أو رموز). ومكانه في (العمل أو المنزل أو الشارع). فعند تحليل البرنامج اليومي للفرد نجد أنه يقضي ما يقارب 75% من وقته في عملية الأتصال الكتابي أو التواصل عبر الوسائل الحديثة. فضلاً عن عملية الاتصال الذاتي كالتفكير بالمشاعر والانطباعات (سعدات، 2016، ص7).
عند فقد عمليه التواصل والاتصال لأحد هذه العناصر. قد يتوقف التواصل بين الأطراف المتصلة ويتعذر عليهم تبادل المعلومات والبيانات أو قد يحدث تشويه في المعلومات المنقولة. ويمكن أن يؤدي ذلك إلى تأخير في إجراءات العمل وفقدان الفرص والمزايا وحدوث خسارات في المال.
كما يمكن أن يؤدي إلى التوتر والإحباط بين عناصر عمليه الاتصال. ويؤثر ذلك على سمعة المنظمة. لذلك. من المهم الاهتمام بجودة الاتصال وضمان استمراريتها لتجنب حدوث مثل هذه المشكلات.
اعتبر أحد هذه العناصر مفقودا وحدده ثم ناقش كيف ستبدو عملية الاتصال بفقدانه.
فقدان عنصر قناة الاتصال.
فإذا اعتبرنا أن الوسيلة أو قناة الاتصال هي العنصر المفقود وبالتالي سوف يحدث بعض التأثيرات على العملية الاتصالية وأطرافها المختلفة. حيث يتم انتقال المعلومات بين المرسل والمستقبل بوسائل متنوعة كالاجتماعات والتقارير والاتصالات الهاتفية وغيرها. وبفقدان هذه القناة أو الوسيلة لن يتم تحقيق الهدف من العملية الاتصالية.
ويتم فقدان الوسيلة وفقدان جودة نقل المعلومات بين طرفي عملية الاتصال بقصد أو بدونه، لعدة أسباب منها:
- اعتماد طرفا العمليه الاتصاليه على غايات وأهداف خاصة تختلف عن تلك التي مخطط لها في العملية الاتصالية.
- اختلاف في المعاني المطروحة بين طرفي تلك العملية .وعدم الاتفاق بين وجهات النظر لكل منهما. مما ينتج عن ذلك تشويه في المعلومات. كذلك يحصل التشويه عند زيادة عدم التوازن بين الأهداف المرجوة للعملية الاتصالية (بن حملة، 2021، ص56).
فقدان عنصر المرسل.
وباعتبار أن المرسل هو العنصر المفقود فإن المعلومات والمهارات والخبرات لن يتم إيصالها للمتلقي. وبالتالي لن يتم انجاز العملية الاتصالية وتحقيق الهدف منها. ففي حالة المنظمات يحتاج العمال والموظفون (المتلقي) لاجتماع مع المدير (المرسل) لتلقي التعليمات (الرسالة).
وعند فقدان عنصر المتلقي وهو المدير، لن يتم توجيه أو التخاطب مع العمال بالمعلومات والمهارات والخبرات الضرورية. لإنجاز المهمة من عمليه الاتصال وتحقيق أهدافها. فالمدير هو من يقوم بإدارة الاجتماعات داخل المنظمة. ومن خلالها يتم عرض الأفكار والمقترحات والتأثير على الآخرين وتلك هي أهداف العملية التواصلية والاتصالية.
المراجع.
- أبو النصر، مدحت محمد. (2023). مهارات الاتصال الفعال مع الآخرين. المجموعة العربية للتدريب والنشر. ملف pdf. مكتبة المنهل. متاح على الرابط https://platform.almanhal.com/Details/Book/2768.
- الجامعة الالكترونية السعودية. (2012). مهارات الاتصال communication skills. ط1. المملكة العربية السعودية.
- بن حملة، عماد. (2021). معوقات الاتصال التنظيمي في الجامعة الجزائرية – دراسة ميدانية بكلية العلوم الدقيقة وعلوم الطبيعة والحياة. رسالة ماجستير في علم الاجتماع. تخصص تنظيم وعمل. جامعة أم البواقي.
- حريم، حسين محود. (2023). مهارات الاتصال في عالم الاقتصاد وإدارة الأعمال. عمان: دار الحامد. ملف pdf. مكتبة المنهل. تم الاسترجاع من الرابط https://platform.almanhal.com/Details/Book/595 .
- حسين، قاسم حسن. (1998). الموسوعة الرياضية والبدنية. الأردن: دار الفكر.
- ربابعة، ابراهيم علي. (2015). مهارة الاتصال. ملف pdf. شبكة الألوكة الاجتماعية. تم الاسترجاع من الرابط https://www.alukah.net/books/files/book_7074/bookfile/conection.pdf.
- سعدات، محمود فتوح محمد. (2016). مهارات الاتصال الفعال. ملف pdf. شبكة الألوكة الاجتماعية. تم الاسترجاع من الرابط https://2u.pw/cklrxgh.
- محمد، مصطفى سميع. (2005). مهارات الاتصال والتفاعل في عمليتي التعليم والتعلم. ط2. الأردن: دار الفكر العربي.
- محمود، منال. (2002). مدخل إلى عالم الاتصال. الإسكندرية: المكتب الجامعي الحديث.
- منصور، هالة. (2000). الاتصال الفعال – مفاهيمه، أساليبه، مهاراته. الإسكندرية: المكتبة الجامعية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق