الميتافيزيقيا هي فلسفة تناولت التساؤلات الأساسية حول مفهوم الوجود والكائنات بشكل عميق وشامل. وتعتبر نظرية الوجود واحدة من النظريات الميتافيزيقية الشهيرة.
والتي تقول إن الكائنات مكونة من الوجود والجوهر. والوجود هو الحقيقة الملموسة للكائن، في حين أن الجوهر هو الجزء الثابت من هذا الكائن.
وقد تباينت وجهات النظر بين الباحثين في المجال الفلسفي في توضيح دلالة مفهوم الميتافيزيقيا وتحديد معناه بدقة وحذر. إلا أن دراساتهم بينت أن كلمة " ميتافيزيقيا " جاءت من اللفظ اليوناني – Méta – أي بُعد، وPhysique – وتعني الطبيعة.
وبالتالي فهو مصطلح مثير للجدل والغموض حيث تتداخل معانيه بشكل متعدد وجزئي (الشيخ، 2012).
اقرأ أيضاً الميتافيزيقيا والفيلسوف الأمريكي الصربي "تشارلز سيميك".
اقرأ أيضاً الربط بين شخصيات كتاب "مغامرات هكلبيري فن" والأخلاق عند كانط.
أوجه التفكير الميتافيزيقي بين الفلاسفة.
تختلف أوجه التفكير الميتافيزيقي بشكل كبير بين الفلاسفة، ولكن عموماً يمكن تلخيص بعض الاختلافات الرئيسية كالتالي:
1- فكرة الوجود.
بعض الفلاسفة يركزون على فكرة الوجود والحقيقة، في حين يركز آخرون على فكرة اللاشيء والعدم. فمثلاً يركز سيميك على الأسئلة الأساسية حول الوجود والحقيقة والواقعية، في حين يركز أرسطو على الأسئلة الأخلاقية والتفكير اللغوي.
كما أن سيميك يتحدث عن مفهوم اللاشيء، في حين يتحدث أرسطو عن المفهوم الأساسي للوجود
2- المفاهيم والتصورات.
يستخدم الفلاسفة مفاهيم وتصورات مختلفة في تفسيراتهم للميتافيزيقا، فبعضهم يستخدم الرموز والرموز الرياضية مثل سيميك الذي يستخدم الرموز والرموز الرياضية في تفسيراته، في حين يستخدم آخرون اللغة والتصورات الفلسفية التقليدية كأرسطو.
3- الأسئلة المركزية.
يختلف الفلاسفة في الأسئلة المركزية التي يطرحونها في مجال الميتافيزيقا، فبعضهم يركز على التطبيق والنظرية في الميتافيزيقا من خلال الأسئلة الأخلاقية والفلسفية التي يمكن تطبيقها، في حين يركز آخرون على الجانب الأكثر نظرية والمفاهيم الرياضية من خلال الأسئلة النظرية والرياضية.
ففي فلسفة الموسيقى هي دراسة الأسئلة الأساسية حول تجربتنا للموسيقى. وهي مثل أي "فلسفة أخرى"، حيث تفترض معرفة هدفها. بعكس فلسفة العلم، إذ إن هدف فلسفة الموسيقى يتمثل في خلفية مهمة فيها من خلال ممارسة يتمتع غالبية البشر.
وذلك لأنهم أعضاء يشتركون في ثقافة موسيقية. فالموسيقى تلعب دوراً رئيسياً في حياة الأشخاص. لذلك، كما في الأسئلة المركزية للميتافيزيقا، لا يمكن لمعظم الناس استيعاب وفهم الأسئلة الفلسفية التي تثيرها الموسيقى بصورة سريعة فقط، على العكس فإنهم يميلون إلى التفكير في بعض هذه الأسئلة قبل ان يقعوا تحت تأثير مواجهة الانضباط الأكاديمي نفسه (الخويلدي، 2021).
بشكل عام، يمكن القول إن سيميك وأرسطو يتناولان الميتافيزيقا بشكل مختلف، حيث يركز كل منهما على جوانب مختلفة من الفلسفة الميتافيزيقية.
كيف أثرت هذه الاختلافات في الفهم للتفكير الميتافيزيقي؟
تؤثر الاختلافات في فهم التفكير الميتافيزيقي في عدة جوانب، منها:
1-التفسير.
تؤدي الاختلافات في المفاهيم إلى العديد من التفسيرات للمفاهيم الميتافيزيقية، مما يؤدي إلى صعوبة في فهمها بشكل موحد.
من الصعب تعريف الميتافيزيقا بسبب أن الفيلسوف نفسه بخصوص ذلك تتكون لديه جملة من العواطف المتأرجحة بين المدح والهجاء، مما يؤدي في نهاية الأمر إلى حصول تضارب في بعض مفاهيمها.
فنجد مثلاً وليام جيمس – أحد فلاسفة البراغماتية الأمريكية – يقوم بهجاء الميتافيزيقا بتشبيه عملها بالأعمى الذي يبحث في الظلام الدامس عن قطة سوداء – وهذه القطة غير موجودة.
بينما نجد الفيلسوف كانط يصف الميتافيزيقا بكونها الأساس الأصيل للوجود الحق والدائم للجنس البشري، وهنا نلاحظ الفرق بوضوح فالأول يصفها بأنها تعنى بما لا وجود له، أما الآخر فينعتها بأنها أساس الوجود الحقيقي (بقاش، 2017).
2-التطبيق.
إن التركيز على الجانب النظري أو الأخلاقي أو على مفهوم الحقيقة والواقعية يؤدي إلى تطبيقات مختلفة للمفاهيم الميتافيزيقية في الحياة اليومية، مما يجعلنا نجد صعوبة في تطبيقها على الواقع بشكل موحد.
فاختلاف الفهم في مفهوم الوجود واللاوجود يمكن أن يؤدي إلى تطبيقات مختلفة لهذا المفهوم في عدة مجالات كالفلسفة والعلوم والدين، وبالتالي يتطلب ذلك دراسة وتحليل للمفاهيم الميتافيزيقية لتسهيل فهمها وتطبيقها بشكل أفضل.
3-النقد.
يؤدي الاختلاف في الأسئلة المركزية والتركيز على جوانب مختلفة إلى نقد مختلف للتفكير الميتافيزيقي، مما يؤدي إلى صعوبة في تقييمه بشكل موحد.
إن الفلسفة فكر تساؤلي باعتبارها فكرا إشكالياً نقدياً. فالتفكير الفلسفي يجعل من كل شيء قضية تساؤل ونقاش. لذا قال ياسبرز: "الأسئلة في الفلسفة أهم من الإجابات عليها، وكل جواب يصبح بدوره سؤالا جديدا" (الكبيسي، 2017).
معتقداتنا وتأثرها بالميتافيزيقيا.
نعتقد عادة ان الطبيعة هي فرع من فروع العلم يتعامل مع الظواهر كمكان وزمان، ولكن وجدت في الميتافيزيقيا شيء مختلف، على أنها ما وراء الطبيعة، وأن الطبيعة الكونية هي المنبع الروحي للفن في كل ما خلقه الله، وهي مصدر الالهام للفنان. (اشكناني، 2019، ص7)
أسئلة غامضة حول الميتافيزيقيا ونحتاج الإجابة عليها.
يمكن القول إن الميتافيزيقيا علم واسع ويبقى لدينا أسئلة نحتاج الإجابة عليها، ومن هذه الأسئلة يمكن ان نذكر:
- ما هو المفهوم الأساسي للميتافيزيقيا؟
- ما هي الفروق بين الميتافيزيقيا والفلسفة الطبيعية؟
- كيف يمكن للميتافيزيقيا أن تساعد في فهم العالم والحقيقة؟
- ما هو دور الميتافيزيقيا في الفلسفة الحديثة؟
- هل يمكن للميتافيزيقيا أن تساعد في حل الأسئلة الأخلاقية والأخلاقية؟
- ما هو دور الميتافيزيقيا في تفسير الظواهر الغامضة في الكون؟
- كيف يمكن للميتافيزيقيا أن تؤثر على علم الفلك والفيزياء؟
- ما هو الموقف الحديث تجاه الميتافيزيقيا في الفلسفة؟
- كيف يمكن معرفة الحقيقة الغيبية في علم الميتافيزيقيا؟
- ما هي النظرة الميتافيزيقية للوجود والكائنات؟
- هل يمكن للميتافيزيقيا أن تقدم تفسيرًا لظواهر خارقة أو خارجة عن المألوف؟
- ما هو دور الميتافيزيقيا في فهم الوعي والذات؟
- هل يمكن للميتافيزيقيا أن تساعد في فهم الزمن والمكان بشكل أعمق؟
- كيف يمكن للميتافيزيقيا أن تساهم في فهم العلاقة بين الروحانية والعلم؟
- ما هي النظرة الميتافيزيقية للحرية والتحديد؟
- هل يمكن للميتافيزيقيا أن توضح العلاقة بين الجسد والروح؟
في الختام 👈يمكن القول ان الإنسان يتمتع بصفة الفضول التي تجعل العقل يذهب إلى مواقع بعيدة عند دراسة الفلسفة، تبعاً لفطرته وقدراته الفكرية، لذا يجب ان نتحلى بالوعي السليم عند البحث وقراءة أي كتاب فلسفي. حتى لا نذهب لمواقع وأفكار غير صحيحة، بل يجب اكتساب أفكار صحيحة والحياد لا تجده في أغلب الكتب المترجمة، كي لا نعتمد وجهة نظر الكاتب أو المؤلف عليها، ومن الواجب القراءة من عدة مصادر، والاتفاق على أن ما نقرأه ليس بالضرورة أن يكون صحيحاً.
المراجع.
- الخويلدي، زهير (2021). فلسفة الموسيقى بين مركزية الفهم وقوة التحرير، متاح على الرابط https://2u.pw/55hUpA.
- الشيخ، محمد (2012). بناء المفاهيم وإعادة بنائها – مفهوم الميتافيزيقيا نموذجاً، العدد 2، مجلة عالم الفكر، المجلس الوطني للثقافة والغون والآداب، الكويت، ص17.
- الكبيسي، بشير(2017). السفسطة والفلسفة!، الجزيرة نت، متاح على الرابط https://www.aljazeera.net/blogs/2017/3/9/%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%81%D8%B3%D8%B7%D8%A9-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%81%D9%84%D8%B3%D9%81%D8%A9
- بقاش، سفيان (2017). الميتافيزيقا بوصفها ما وراء الطبيعية: الدلالة والمعنى، بلا حدود، متاح على الرابط https://2u.pw/k5yd3.
- اشكناني، فاطمة علي محمد (2019). الميتافيزيقيا اختراق لما ورا الواقع (دراسة تجريبية لإثراء العملية التعليمية)، المجلد 19، العدد 3، جامعة حلوان، كلية التربية الفنية، مصر.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق