تحليل قصة " مذكرات فيروس " – هل يمكنك على أن تلائم رؤيتك للعالم مع موضوع وإطار القصة.
الجزء المهم من تحليل القصة. هو أن تكون قادرًا على أن تلائم رؤيتك ونظرتك للعالم. مع موضوع و إطار القصة التي قرأتها.
القصه هي موقف أو لحظة زمنية محددة في حياة الإنسان. بهدف التعبير عن تجربة إنسانية للإقناع بإمكان وقع هذه التجربة. وبالتالي فهي تصوير لبعض الجوانب من الحياة البشرية بشكل موجز وبعض من التركيز (الركيبي، 1977، ص133).
ما هي عناصر القصة القصيرة؟
تتضمن القصة القصيرة على أربعة عناصر او أركان وهي (حمزة، 2023، ص317-323).
- عنصر الخبر أو الأحداث. الحدث وهي الفعل الذي تدور حوله القصة وكما يعد الحدث من اهم العناصر في القصة ففيها تتطور وتنمو المواقف وتتحرك الشخصيات. كما يعمل على لفت انتباه القارئ ويحفز شغفه لمتابعة الأحداث.
- عنصر الشخصيات. وهي الركن الأساسي في القصة. وهي أساس صياغة النص القصصي. حيث تعد الشخصية أهم مكون للعمل القصصي فهي العنصر الذي يتميز فيه اعمال السردية. وتتضمن القصة القصيرة عدد محدود من الشخصيات. حيث تكون هناك شخصية رئيسية وهو البطل وغالباً يقوم بالصراع مع شخصية المتضادة. وبالتالي فهي تتعرض لإفراز الخير أو الشر. وهي بهذا المفهوم موضوع أو وظيفة. وقد تكون أداة وصف أو أداة للسرد والعرض عندما تسرد لغيرها أو يقع عليها سرد غيرها (مرتاض، 1990، ص67).
- عنصر الفكرة والمعنى. فتصوير الشخصية يعمل عملاً معيناً له فكرة أو معنى تشير وتهدف له القصة. ولايمكن فصل المعنى والفكرة عن الحدث. أي ان الحدث والفكرة في القصة وحدة لاتنفصل أو تتجزأ (حمزة، 2023، ص317-323 ).
- لحظة التنوير وهي اللحظة التي تعطي للحدث معنى من المعاني. بحيث يكون هو المعنى الذي كتبت من اجله القصة (حمزة، 2023، ص317-323).
ما هي أهم سمات القصة؟
من أهم سمات القصة الجيدة أن تكون مؤثرة. تجذب انتباه القارئ بشغف وتشويق متواصل لتكون القصة متكاملة. وأن تحتوي القصة على بداية ونهاية ووسط متسلسل ومتناسق. بحيث إن القارئ يفهم ما يحدث امامه (زايد،2009).
ومن الضروري أن تكون هناك حبكه في القصة. حيث تتكون الحبكة من ثلاث عناصر مهمه وهي: البداية. العقدة. النهاية.
بالنسبة للقصة التي قراتها فهي قصة " مذكرات فيروس " (أبو سعدة، 2019). والملاحظات التي لاحظتها أثناء القراءة.
نبذة عن بيئة القصة (الزمان ،المكان).
الزمان.
هو الزمن الحاضر كما تخيلناه وفيه حادثة مرض الطفل الصغير بعد ان انتقل الفيروس لداخل جسده وتكاثر.
الزمن في القصة القصيرة يكون محدد. ويجب على الكاتب توضيح ذلك والالتزام بهذا الجانب. والكاتب الجيد يوحي للقارئ أن الزمن الذي يتخيله عند قراءة القصة هو زمن واقعي. وذلك من خلال رجوعه الى الذكريات التي حدثت. بحيث نشعر أن الحديث في القصة عما جرى هو في وقتننا الحالي والزمن الحاضر.
المكان.
هو المشفى حيث تم نقل الطفل الصغير إليه للعلاج من المرض الذي سببه الفيروس بتكاثره.
على الكاتب أن يلتزم بظروف البيئة والمكان الذي تجري فيه أحداث القصة التي نتخيلها. وذلك لإضفاء جو طبيعي وواقعي على القصة. ومن خلاله يعيش القارئ القصة بمختلف أحداثها.
في بداية القصة تحدث الكاتب بلسان حال الفيروس وقدرته على التغلغل في جسد الطفل الصغير. وكيف تمكن هذا الفيروس في القضاء على حياة الطفل. بسبب عدم القدرة على التشخيص الصحيح ومن ثم إعطاء الدواء المناسب للعلاج. وذلك سببه الصراع بين طبيبين باتجاهين فكريين مختلفين. والأهل لاحول لهم ولا قوة.
وبالنسبة لي واذا افترضت أنني أعيش في عالم القصة. عندئذ يتوجب علي أفعال مختلفة ومتنوعة تبعاً للشخصية التي اتخذها. فإذا كنت الأم لن أقبل بالاستسلام لقراءة القرآن لوحدها. بل علي الأخذ بالأسباب أولاً. فإن لم أجد ابني يتحسن كان يفترض أن أنقله إلى مشفى آخر.
وبالنسبة لشخصية الأب لم يكن لها دور واضح في القصة. أيضاً علي كأب أن أسعى وأسأل الأطباء والممرضين ولا استسلم لما يقوله الطبيبان المتصارعان في الأفكار الدينية والدنيوية.
أما الشخصية الثالثة وهي شخصية العم خميس( عامل المشفى). هذا الرجل الطيب الإيجابي الذي كان يرفع من معنويات الطفل. إذا جسدت شخصية العم خميس سأستمر في شحن الطفل بالطاقة الإيجابية لأساعده على رفع مناعته ليتمكن من مقاومة الفيروس اللعين.
الفرق بين الأفكار والتصرفات الشخصية في الواقع وما يحاكيها في سياق القصة.
في النهاية وباختصار إذا عشت في عالم القصه يجب علي أن اعمل بصورة إيجابية لمساعدة الطفل الصغير. بان أدخل السعادة لقلبه. كما يتوجب علي ان أبتعد عن الأشخاص السلبيين أمثال الطبيبين المتواجدين في المشفى. فكان الفارق بين أفكار الطبيبين وأعمالهما كبير.
فالطبيب الأول يدعي أنه متدين وانه حفظ القرآن منذ زمن. ويلوم السيدة على خطأها في القراءة للقرآن. مع العلم ان السيدة غير متعلمة تعليماً عالياً لنلومها على فعلها غير المقصود. والثواب يؤخذ على النية وليس على القدرة البسيطة التي تمتلكها في القراءة.
وكان الأنسب بالنسبة لهذا الطبيب أن يهتم بعلاج الطفل طبياً ودينياً بدلاً من التفاخر بحفظه للقرآن إلا أنه لم يساعد الطفل على الشفاء.
بعض الأبعاد للشخصية في القصة. خاصةً الشخصيات التي قد يقارن حياته بها.
الأبعاد للشخصية في القصة هي:
- البعد الجسمي (الفيزيولوجي): الطبيب هو شخص ضخم عريض المنكبين أسمر البشرة، له لحية سوداء كثيفة. ليس له شارب. عبوس غير ميتسم.
- البعد الاجتماعي (السوسيولوجي) هو طبيب مثقف ورجل متدين يبدأ فحصه للمريض بعبارة بسم الله الرحمن الرحيم والتي كانت تزلزل وترعب الفيروس.
- البعد النفسي(السيكولوجي). هذا الطبيب يلوم الأم على خطأ بسيط في لفظ كلمة القرآن. وهي ليست عالمة في أمور الدين. وتقرأ على حد علمها. إلا أن هذا الطبيب لايهتم إلا بالقشور ويهمل الجوهر. رغم أنه يلفظ اسم الله قبل التشخيص. إلا أنه يلوم الام على خطأ بسيط وهي التي تقرأ القرآن فوق رأس ابنها بنية الشفاء. لذلك زال الخوف لدى الفيروس من الطبيب بعد ان علم حالة الطبيب النفسية والتي تظهر أنه يهتم بالقشور فقط.(بن عبدالله وبن صغير، 2019، ص38).
المراجع.
- ابو سعدة، حسام. (2019). انتظار وقصص أخرى. دار أطلس للنشر والتوزيع الإعلامي. تم الاسترجاع من الرابط https://platform.almanhal.com/Reader/Book/132494.
- الركيبي، عبد الله. (1977). القصة الجزائرية القصيرة. ط3. تونس: الدار العربية للكتاب.
- بن عبدالله، فريال وبن صغير، كنزة. (2019). بنية الشخصية في المجموعة القصصية ( الحكايا في يدي) لـ فداء الحديدي. مذكرة ماستر. تخصص نقد حديث ومعاصر. كلية الآداب واللغة العربية. جامعة محمد خيضر بسكرة.
- حمزة، عبد اللطيف. (2023). المدخل في فن التحرير الصحفي - عناصر القصة القصيرة. قسم الإعلام. ط4: دار الفكر العربي
- زاید، فهد خلیل. (2009). الكتابة فنونها وأفنانها. ط١. عمان: دار یافا العلمیة للنشر والتوزیع. تم الاسترجاع من https://platform.almanhal.com/Details/Book/119.
- مرتاض، عبد المالك. (1990). القصة الجزائرية المعاصرة. الجزائر: المدرسة الوطنية للكتاب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق