التغذية الراجعة الفعالة والنقد البناء
إن التغذية الراجعة عامل مهم في عملية تقييم الأداء. حيث تقدم للأفراد والموظفين في مؤسساتهم المعلومات والإرشادات المفيدة لتحسين أدائهم في وظائفهم. للتغذية الراجعة مفاهيم وخصائص وأنواع متعددة. يمكن استعراضها حسب الدراسات والأبحاث المدروسة.
ما هو تعريف التغذية الراجعة؟
فالتغذية الراجعة 📝 وفقاً لتعريف " ليملي "هي عملية إخبار للمتعلم ما إذا كانت إجابته أو أداؤه صحيحاً أو خاطئاً. مع توضيح أسباب الصحة والخطأ. وعندما تقدم التغذية الراجعة للمتعلم أو الموظف المعلومة الأساسية لتصحيح خطئه حينها تكون التغذية الراجعة فعالة. (الخالدي والتركي، 2018، ص121).
وبمعنى آخر 💮 هي الإشارات التي يتلقاها المتعلم. والتي تكون ردة فعل لسلوكه. ويمكن أن تكون هذه الإشارات بصورة مباشرة أو غير مباشرة. أي أن هذه الإشارات والمعلومات تعود من مصدرها.
وتعمل على تنظيم سلوك الفرد في مؤسسته. وهذه المعلومات قد تكون كتابية أو شفوية. وبإمكان المعلم أن يعرف إن كان المتعلم قد استقبلها أم لا. (محمد، 2022).
ما الهدف من التغذية الراجعة؟
- اكتشاف نقاط الضعف والقوة لدى المتعلم والمتلقي إن كان طالباً أو ابناً أو موظفاً أو شركة ضمن مجموعة شركات.
- تحفز لدى المتلقي الشعور بضرورة تحسين أداه. بعد اكتشاف نقاط ضعفه. أو نقاط قوته مع تقدير لجهوده. وتشجعه على تطوير ذاته. وتدفعه لاكتساب المزيد من المهارات بقصد الحصول على تقييم أعلى.
- التغذية الراجعة تفيد الشركات من أجل معرفة آراء عملاها حول الخدمات أو المنتجات التي تقدمها. بهدف تدارك الأخطاء وتحسين مستوى خدماتها ومنتجاتها والغاية كسب رضا العملاء. (النجاح نت، 2022).
تكمن أهمية التغذية الراجعة من وجهة نظر علماء النفس في إثارة الدافعية نحو التعلم بالحصول على الاستجابات الصحيحة وتجنب الخاطئة منها. وبالتالي تؤدي بالمتعلم لتصحيح استجاباتها الخاطئة. (الكبيسي وآخرون، 2000).
ما هي أنواع التغذية الراجعة؟
التغذية الراجعة وفق تصنيف " هولدنج".
بعض أنواع التغذية الراجعة وفق تصنيف " هولدنج": (الجميلي والحميري، 2009، ص177).
- حسب مصدرها (داخلية – خارجية).
- حسب الفترة الزمنية بين زمن تقديمها وبين حدوث الاستجابة (فورية – مؤجلة).
- حسب شكل معلوماتها (لفظية – مكتوبة).
- حسب مقدار معلوماتها (تكرار نسبي – تكرار مطلق).
- حسب بعدها (إيجابية – سلبية).
- حسب إشعار المتلقي لنتاج أدائه ( إعلامية – تصحيحية ).
التغذية الراجعة وفق تصنيف " رمزية الغريب ".
وقد صنفت " رمزية الغريب " التغذية الراجعة لثلاثة أنماط وهي: (مرزوق، 1990)
- التغذية الراجعة الحسية: وهي نتيجة لما تمده الحواس للمتلقي من معرفة نابعة من تكوينه البشري.
- التغذية الراجعة من معرفة المتلقي بمقدار وكمية المعلومات والإشارات التي تساهم في إدراكه لأفضل المواقف.
- التغذية الراجعة من اليقين من معرفة النتائج. وإمكانية النجاح في تحقيق المطلوب من المهام والمسؤوليات الموكلة للمتلقي في عمله.
فكر بموقف في وظيفتك عندما تلقيت فيه تغذية راجعة.
مثال تلقيت فيه تغذية راجعة لم تساعدك في تحسين أدائك. ما الذي جعل هذه التغذية الراجعة غير فعالة؟
يعتبر المعلم أو المدير الإداري هو مصدر للمعلومة والأداء الجيد. وكلما كان المدير أو المشرف على العمل يملك مهارة إدارة الظروف. كلما كان أداء المتلقي أفضل وقابل للتصحيح.
الموقف.
ما جعل التغذية الراجعة غير فعالة.
- افتقرت إلى التحديد: لم يقدم مديري أي أمثلة محددة على نقاط قوتي أو نقاط ضعفي في العمل.
- افتقرت إلى المعنى: لم أستطع فهم سبب إعطائي هذه التعليقات أو كيف يمكنني استخدامها لتحسين عملي.
- افتقرت إلى الصلة: لم تكن التعليقات مرتبطة بأهداف المشروع أو احتياجات الفريق.
- لم تأت في الوقت المناسب: تم تقديم التعليقات بعد فترة طويلة من إكمال العمل، مما جعل من الصعب تذكر التفاصيل والاستفادة من التعليقات.
العوامل الإضافية التي أثرت على رد فعلي.
- شخصية مقدم التغذية الراجعة: كان مديري شخصًا ذا سلطة، مما جعلني أشعر بالارتباك وعدم الارتياح عند تلقي تعليقات غير واضحة.
- القيم التي يتبناها: بدا أن مديري يهتم أكثر بإظهار سلطته من مساعدتي على تحسين عملي.
- ظروف معينة أخرى: كان الجو العام في العمل متوترًا، مما جعل من الصعب تقبل التعليقات بصدر رحب.
نتيجة التغذية الراجعة.
شعرت بالإحباط والارتباك بعد تلقي هذه التعليقات. لم أتمكن من فهم ما أحتاج إلى تحسينه، ولم أشعر بدعم مديري.الخلاصة.
التغذية الراجعة غير الفعالة يمكن أن تكون محبطة وتؤثر سلبًا على دافعك. من المهم أن ندرك أن هناك العديد من العوامل التي يمكن أن تؤثر على فعالية التغذية الراجعة، مثل شخصية مقدم التغذية الراجعة والقيم التي يتبناها والظروف المحيطة.نصائح لتقديم تغذية راجعة فعالة.
- كن محددًا: قدم أمثلة محددة على سلوكيات أو نتائج محددة.
- كن مفيدًا: اربط تعليقاتك بأهداف محددة وقم بتقديم اقتراحات قابلة للتنفيذ لتحسين الأداء.
- كن ذا صلة: ربط تعليقاتك باحتياجات العمل وأهدافه.
- قدم التغذية الراجعة في الوقت المناسب: قدم التعليقات بينما لا يزال الحدث حياً في ذاكرة الشخص.
- كن داعمًا: اجعل نيتك من تقديم التعليقات هي مساعدة الشخص على تحسين أدائه.
مثال تلقيت فيه تغذية راجعة فعالة ساعدتك في تحسين أدائك. ما الذي جعل هذه التغذية الراجعة تساعدك؟
الموقف.
كنت أشارك في تقديم عرض تقديمي لفريق العمل. بعد العرض، تلقيت تعليقات من أحد الزملاء حول أسلوبي في التواصل.
ما جعل التغذية الراجعة فعالة.
- كانت محددة: ركزت على سلوكيات محددة مثل سرعة الكلام ونبرة الصوت ولغة الجسد.
- كانت مفيدة: تضمنت اقتراحات قابلة للتنفيذ لتحسين أسلوبي في التواصل.
- كانت ذات صلة: ربطت التعليقات بين أسلوبي في التواصل وتأثيره على تفاعل الجمهور.
- جاءت في الوقت المناسب: تم تقديم التعليقات مباشرة بعد العرض، بينما كان الحدث لا يزال حياً في ذاكرتي.
العوامل الإضافية التي أثرت على رد فعلي.
- شخصية مقدم التغذية الراجعة: كان الشخص الذي قدم لي التعليقات زميلاً ذا خبرة أحترمه وأثق به.
- القيم التي يتبناها: أظهر مقدم التعليقات رغبة حقيقية في مساعدتي على تحسين مهاراتي.
- ظروف معينة أخرى: كان الجو العام داعماً وتعاونياً، مما ساعدني على تقبل التعليقات بصدر رحب.
نتيجة التغذية الراجعة.
بفضل هذه التغذية الراجعة، تمكنت من تحسين أسلوبي في التواصل بشكل كبير. أصبحت أكثر وعيًا بسرعة كلامي ونبرة صوتي ولغة جسدي. كما تعلمت كيفية استخدام تقنيات مختلفة لجذب انتباه الجمهور وإشراكه.الخلاصة.
التغذية الراجعة الفعالة هي أداة قوية يمكن أن تساعدنا على تحسين أدائنا في جميع مجالات حياتنا. من خلال تقديم تعليقات محددة ومفيدة وذات صلة وفي الوقت المناسب، يمكننا مساعدة الآخرين على تحقيق أقصى إمكاناتهم.على المدير أن يدرك أهداف وشروط ومواصفات التغذية الراجعة الفعالة والتي تتمثل في التأكيد على السلوك المرغوب به. أو على صحة الأداء لموقف ما. وهنا التغذية الراجعه المؤكدة.
وأن يقدم الإشارات والمعلومات الصحيحة للمتلقي لتحسين أدائه في المهمة الواقعة على كاهله. وهنا التغذية الراجعة التصحيحية.
كما يمكن للمدير توجيه المتلقي لاكتشاف المعلومات التي تساهم في تحسين أداه. وهنا التغذية الراجعة التصحيحية الاكتشافية.
مع وجوب تحلي المدير بمهارات تزيد من الشعور الإيجابي المرتبط بأداء جيد وصحيح للمتلقي. كي يتولد لديه الرغبة في تكرار الأداء حتى الحصول على نتائج أفضل. مع زيادة شعور بالثقة بالنفس. وهذا ما يعرف بالثناء.
اقرأ أيضاً التعلم الذاتي - التعلم الموجه ذاتياً.
باستخدام كلا المثالين. ما الذي تستخلصه عن مواصفات التغذية الراجعة الفعالة؟
مما سبق ومن المثالين السابقين أستنتج أن التغذية الراجعة هدفها التصحيح وليس الملامة. ولها آثارها الجمة على التعلم. إلا أن بعض الدراسات بينت الآثار السلبية التي تحد من الاستفادة من التغذية الراجعة. مثل عدم تدريب المعلمين على إعطاء تغذية راجعة بناءة للمتعلمين. مما يمنع من تقدمهم في التعلم.
لو كنت مديرًا. كيف لهذين المثالين أن يساعداك في إعطاء تغذية راجعة جيدة؟
على المدير أو المعلم أن يكون صدره رحب. ويكون هدفه إيصال المتلقي لتحقيق الأداء الجيد في مهامه. وليس إظهاره وكأنه لاينفع لتحمل المسؤولية.
كمدير طموح، كيف يمكنك استخدام كل هذه الملحوظات لتحسين التغذية الراجعة التي تقدمها للموظفين؟
كمدير طموح، يمكنني استخدام الملاحظات التالية لتحسين التغذية الراجعة التي أقدمها للموظفين:1. تحديد الهدف:
- تحديد الهدف من تقديم التغذية الراجعة: هل هو لتحسين الأداء، أو لتقديم التقدير، أو لتقديم المشورة؟
- تحديد سلوكيات محددة: التركيز على سلوكيات محددة قابلة للقياس بدلاً من أحكام عامة.
- تحديد نتائج محددة: ربط سلوك الموظف بنتائج محددة على العمل.
2. تقديم التغذية الراجعة في الوقت المناسب:
- تقديم التعليقات بعد وقت قصير من الحدث: بينما لا يزال الحدث حياً في ذاكرة الموظف.
- تقديم التعليقات بشكل منتظم: لا أنتظر حتى مراجعة الأداء لتقديم التعليقات.
3. استخدام أسلوب مناسب:
- محايداً وموضوعياً: أتجنب استخدام لغة عاطفية أو أحكام شخصية.
- محترماً: أتعامل مع الموظف باحترام وتقدير.
- واضحاً وموجزاً: أستخدم لغة بسيطة وسهلة الفهم.
4. التركيز على الحلول:
- تقديم اقتراحات قابلة للتنفيذ: أساعد الموظف على فهم كيفية تحسين أدائه.
- تقديم الدعم: أوفر للموظف الموارد والدعم اللازم لتحسين أدائه.
5. اتباع نهجاً فردياً:
- يجب الأخذ بعين الاعتبار احتياجات وأهداف كل موظف: ليس هناك نهج واحد يناسب الجميع.
- يجب أن أكون مرناً: بأن أكون مستعداً لتعديل نهجي حسب احتياجات كل موظف.
6. استخدام أدوات تقييم الأداء:
- لتقديم تعليقات موضوعية.
- لتحديد نقاط القوة ونقاط الضعف في أداء الموظف.
- لتحديد أهداف محددة لتحسين الأداء.
7. طلب الملاحظات من الموظفين:
- أطلب من الموظفين تقديم ملاحظات حول التغذية الراجعة التي أقدمها لهم.
- أستخدم هذه الملاحظات لتحسين نهجي في تقديم التغذية الراجعة.
8. مواكبة أحدث تقنيات تقديم التغذية الراجعة:
- أبحث عن تقنيات جديدة لتقديم التغذية الراجعة.
- أستخدم تقنيات جديدة لتقديم التغذية الراجعة بشكل فعال.
9. الحصول على تدريب على تقديم التغذية الراجعة:
- أحصل على تدريب على تقديم التغذية الراجعة بشكل فعال.
- أتعلم كيفية تقديم التغذية الراجعة بطريقة إيجابية وبناءة.
10. ممارسة تقديم التغذية الراجعة:
- أمارس تقديم التغذية الراجعة بشكل منتظم.
- أحصل على ملاحظات حول مهاراتي في تقديم التغذية الراجعة.
من خلال اتباع هذه النصائح، يمكنني استخدام الملاحظات التي تلقيتها لتحسين التغذية الراجعة التي أقدمها للموظفين، مما سيساعدهم على تحسين أدائهم وزيادة كفاءة العمل.
المراجع.
- الجميلي، باسمة أحمد جاسم والحميري، هديل حميد علو (2009). أفضل أنماط التغذية الراجعة من وجهة نظر مطبقات معهد إعداد المعلمات في بعقوبة في مادة القراءة. العدد (6). دراسات تربوية.
- الخالدي، حصة عزام العزام والتركي، عثمان تركي سليمان (2018). أثر تقديم التغذية الراجعة الفعالة في نظم إدارة التعلم على تعزيز نواتج تعلم الطلبة. مجلد(7). العدد(7). المجلة الدولية التربوية المتخصصة.
- الكبيسي، وهيب مجيد والداهري، صالح حسن (2000). المدخل في علم النفس التربوي. ط1. مؤسسة حمادة للخدمات والدراسات الجامعية. الأردن.
- النجاح نت(2022). التغذية الراجعة: مفهومها وأنواعها وطريقة تقديمها. متاح على الرابط https://2u.pw/2QyEKX.
- محمد، عبير(2022). مفهوم التغذية الراجعة وأنواعها. موقع المرسال. متاح على الرابط https://www.almrsal.com/post/532276.
- مرزوق، مرزوق عبد المجيد أحمد(1990). مستوى أداء المتعلم في ضوء استخدام التغذية الراجعة ووضوح الأهداف. العدد(31). رسالة الخليج العربي. المملكة العربية السعودية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق