Translate

البحث عن الكتب

الجمعة، 21 أبريل 2023

الإدارة العلمية - نظرية الإدارة العلمية ومبادئها.


تعتبر الإدارة علم مهم له أسس وقواعد ونظريات. في دراسته يتم تطبيق المنهج العلمي من أجل التحقق منه. لأن المنهج العلمي يمتاز الموضوعية وإمكانية التنبؤ بالنتائج والقابلية للتعميم وقابلية إثبات النتائج والمرونة. بالإضافة لجوانب مادية تتعامل معها وبها الإدارة. 


نظرية الإدارة العلمية
نظرية الإدارة العلمية

حيث يمكن إخضاع الإدارة للتجارب. للتأكد من صحة نتائجها. مثلها مثل اختبار المواد البيتونية في مخابرها الخاصة. وقد قامت مدارس إدارية بتطبيق المنهج الرياضي والإحصائي عند دراسة القضايا والمشكلات الإدارية. بهدف تعميق الجانب العلمي في الإدارة. (الموسوعة الجزائرية للدراسات، 2019).


من هو " أبو الإدارة "؟ ولماذا لُقب بهذا اللقب؟

قام من يلقب ب " أبي الإدارة" ببعض التجارب والأبحاث على الإدارة. وكانت نتيجة تجربته الأولى هو جهل الإدارة بمقدار العمل الواجب على الفرد أو الموظف أن يقوم به. 

وفي تجربته الثانية على الوقت درس مقدار الوقت الواجب تسخيره لإنجاز العمل المخصص للفرد أو الموظف. في حين طبق تجربته الثالثة على الأدوات المستخدمة لإنجاز ذلك العمل. ثم جمع نتائج أبحاثه سنة 1903م في كتاب واحد هو إدارة الورش. (مطاوع وحسن، د-ت، ص 30).

فيا ترى من هو أبو الإدارة؟ ولماذا لقب بهذا اللقب؟ إنه المهندس الميكانيكي فريدريك تايلور. ولد لعائلة أمريكية ثرية تعمل في تعدين الصلب والمعادن في سنة 1856م. وضع نظرية الإدارة العلمية وعمل في تحسين فعالية العمل.

وقد بدأ عمله في مصانع العائلة كعامل بسيط. ثم تدرج في المراتب والمناصب حتى استلم الإشراف على عدد كبير من العمال. وهذا ما سمح له ليصبح خبير إدارة. بل من أشهر الإداريين لذلك لقب بـ “أبي الإدارة”. 

أثار عمل تايلور الكثير من الجدل سواء بالإيجاب او السلب. وفي عام 1930 أنتج جيل جديد من علماء الاجتماع انتقادات قوية لأفكاره (محفوظ، 2021).

كان لتايلور بعض الملاحظات على إنتاجية العمال في مصانعه. منها أن العمال يقدمون أقل من قدراتهم. وفسر ذلك بأن الاعتقاد السائد عالمي بين العمال أن من يصبح أكثر إنتاجية سيسبب في تخفيض نسبة العمال في المصانع والورش. وبالتالي سوف يتم الاستغناء عن بعض العمال الآخرين. كما أن انخفاض نسبة الحوافز المقدمة. يشجع على انخفاض الإنتاجية. 

فالعامل سوف يأخذ نفس الأجر دون النظر لإنتاجيته. بالإضافة لخوف العمال من زيادة وتيرة العمل التي قد يتم اعتمادها كمعيار جديد للعمل المطلوب منهم. أو من تخفيض أجورهم عند زيادة كمية الانتاج. (Mohamed Khattab، د.ت).


نظرية الإدارة العلمية وميزاتها.

من أهم نظريات تايلور هي نظرية الادارة العلمية: حيث ترجع بداياتها لعام 1890. عند انتشار الصناعة وتزايد نشاطاتها مع نقص في الأيدي العاملة. فضلاً عن العديد من المشكلات الإدارية والعمالية والتنظيمية. ومن أهم روادها فريدريك تايلور.

اقرأ أيضاً انقطاع الانترنت - شكل الحياة في ظل غياب الإنترنت.

ميزات نظرية الإدارة العلمية.

من أهم المواضيع التي ركز عليها لإغناء نظرية الإدارة العلميه هي: (بدر، 2018، ص36).

  • وضع خطة تفصيلية للفعاليات والعمليات الإنتاجية مع التأكيد على ضرورة الفصل بين مهام التخطيط والتنفيذ.
  • تمتاز نظرية الاداره العلمية بالأهداف النبيلة التي تسعى لتحقيقها دوماُ. والمتمثلة في التوفيق بين قضيتين هما ارتفاع الأجور للعمال من جهة. وتخفيض أو الحد من الارتفاع المتزايد لتكاليف الإنتاج وزيادة الأرباح من جهة أخرى.
  • يجب أن تضمن نظرية الإداره العلميه أكبر قدر من الازدهار لرب العمل وللعامل بآن واحد. كما تعتمد على إدخال الأساليب العلمية في الإدارة للقضاء على كل من هدر الموارد وتضييع الوقت من طرف العمال.
  • ضرورة اعتماد الإدارة على الطرائق العلمية الصحيحة. التجارب التطبيقية. نتائج الأبحاث. مجموعة المبادئ الراسخة بدلاً من الاعتماد على التخمين والتكهن والاحتمالات.
  • اعتماد الأسلوب الوظيفي في الفعاليات والمهام الإدارية بدلاً من الأسلوب الرتبوي. من اجل تحقيق المرونة والسرعة في الأداء والانجاز وتحقيق الأهداف.

يقول تايلور: والإدارة العلمية تتضمن ثورة عقلية كاملة لدى الأفراد الذين يعملون في أي منشأة وثورة عقلية أيضا لرجال الإدارة .

من خلال خبرتك الشخصية. ناقش حالة ما شاهدت استخدام القياس في إدارة عملية معينة.

حالة أولى.

من خلال خبرتي الشخصية يمكن الاستشهاد بكثير من التجارب التي تم تطبيق معيار القياس لإدارتها. كتنظيم الوقت لتحقيق مشروع معين. ونأخذ مثالاً على ذلك إنجاز تصميم موقع الكتروني لا يلزمه أدوات كثيرة . فقط يحتاج اللاب توب. وشبكة الإنترنت. وبعض البرامج التي يمكن تحميلها على جهاز الحاسوب. 

كان أهم ما يجب التركيز عليه هو إدارة الوقت لإنجاز هذا متطلبات نجاح المشروع بأقل وقتاً ممكناً. وتحقيق الأرباح من تشغيله. ولذلك قام مصمم الموقع بالالتزام بالوقت. وعدم هدره. من خلال تقدير الوقت الكلي للمشروع. حيث كان يلزم اثنا عشر شهراً. 

 تم توزيع المهام اللازمة لإنجاز الموقع على عشرة أشهر. وترك شهرين كعامل أمان. وكان الموقع يحتاج لتصميمه بعض الإعدادات والعناصر اللازمة مثل الصور وكتابة عدد محدد من المقالات بشروط معينة. وأهم شرط هو كتابة 30 مقالة كحد أدنى في الشهر. 

لذلك تم توزيع المهام على المراحل التالية:

  1. المرحلة الأولى: استغرقت مدة شهرين تم فيها تصميم الموقع كقالب خارجي مع الالتزام بشروط الإعدادات. من تصميم الصفحات الرئيسية وإضافة اللوجو. وإضافة صفحات التواصل الاجتماعي وغيرها من العناصر الأساسية.
  2. المرحلة الثانية: تم فيها كتابة المقالات. وباعتبار أن المطلوب هو مقالة واحدة يومياً بشكل وسطي. فقام المصمم بكتابة هذه المقالة منذ الصباح. وبعدها الانتقال لأي عمل يضطر عليه. وإذا كان لديه الوقت الإضافي كان يقوم بكتابة مقالة ثانية. لتكون له ذخيرة ليوم آخر قد لا يتمكن خلاله من الكتابة. استمر على هذا التنظيم حتى كتب في نهاية الشهر 30 مقالة كحد أدنى. وفي بعض الأشهر يجد أنه كتب أكثر من ثلاثين مقالة. وبالتالي يكون قد حقق قيمة مضافة لموقعه. وبالتالي تحقيق زيادة في الربح من الموقع.
  3. المرحلة الثالثة: هي في الوقت الذي ادخره. الشهران الأخيران في السنة. أو ما يفيض عنه خلال الشهر بعد تحقيق عدد المقالات المطلوب. كان يستغل هذا الوقت لتحسين شروط الموقع من إضافات وإزالة عيوب. وغيرها مما قد يطرأ على موقعه من ضرورات يجب تنفيذها.

هل تعتقد أن النتائج كانت هي الأفضل حسب القياسات التي استخدمت؟

مما سبق برأيي كانت النتائج من الأرباح حسب القياسات المستخدمة جيدة خلال العام الأول. وكان من المتوقع أن يستفيد المصمم من خبرة هذا العام لتحسين الأداء وتنظيم الوقت بشكل أمثل في العام التالي. ليقوم بنشر موقعه على محركات بحث أقوى وتحقيق المزيد من الأرباح.

إن الادارة العلميه على الرغم من انتقادات البعض لها واعتبارها شعارات. إلا أنها حققت تطوراً كبيراً في مجال الإدارة بشكل عام. وتعتبر صلاحيتها مرتبطة بكل بلد أو فرد والظروف التي يعيشها.

حالة ثانية.

أما عن نفسي وبصفة شخصية كنت أعمل مديرة قسم في إحدى المستشفيات وكان عملي يتمثل بمراقبة مهام ونشاطات العمل بشكل شخصي. وتقييم العمل بشكل مستمر. لذا كنت احاول جاهدة أن يتم العمل بسرعة وجودة عالية. لذلك قمت بتقسيم المهام والوظائف على الموظفين. حيث تم تقسيم الموظفين لفرق. وكل فريق له مهمته الخاصة.

الفريق الأول مهمته تنظيم الموظفين من ناحية العمل وأوقات الدوام.
الفريق الثاني مهمته وضع خطط جديدة مبتكرة ليتم إنجاز العمل بالجودة والسرعة المطلوبة.
الفريق الثالث مهمته وضع خطط تدريبية للعاملين الجدد من أجل تدريبهم على العمل ليتم إنجازه بشكل فعال.
الفريق الرابع مهمته الاطلاع على العوائق والمشاكل التي تقف في وجه انجاز العمل بالصورة الصحيحة الفعالة.

هل تعتقد أن النتائج كانت هي الأفضل حسب القياسات التي استخدمت؟

بالفعل عندما بدأت بتنظيم وتدريب الموظفين والعاملين الجدد على وتيرة معينة ونظام جديد. أصبح العمل أكثر إنجازاً وأكثر متعة للفريق مع جودة أكبر للعمل. وخدمة المراجعين والمرضى أصبحت ممتازة. فأصبح الموظف أكثر نشاطاً وتحفيزاً. وحماساً لإنجاز العمل بطريقه ابتكارية للجميع.

حالة ثالثة.

على ضوء نظرية تايلور سأطبق ما يمكن أن يساعدني في تحديد قدر معين لإدارة المصنع الذي سأعمل به مستقبلًا.
فعلى سبيل المثال لو أني مديرة قسم في مصنع حلويات معروف وطلب مننا إنتاج كمية معينة من الحلويات وتوزيعها على كافة الفروع. سيكون على تقسيم المهمة إلى مهام صغيرة كالتالي:

  • من اللازم تحديد الوقت الكافي لإنتاج كافة الحلويات المطلوبة.
  • تحضير أجهزه تصنيع الحلوى. والأدوات والنكهات.
  • التعاقد مع العدد الكافي من الأيدي العاملة التي تقسم على المهام من إنتاج الحلويات. وتوزيعها في العبوات المخصصة حسب النكهات المطلوبة. وتغليفها جيداً.
  • تجهيز أكياس النايلون والكراتين الضرورية.

فإذا كان المطلوب إنتاج ٥ نكهات من الحلوى. التوت والفراولة والمانجو والجلي والكرز.

مع إنتاج ٣٠٠ كرتون من كل نكهة. ويكون الإنتاج الكلي لكراتين الحلوى. ١٥٠٠ كرتون في خلال ١٠ ساعات.

ولكن العاملين لم يتمكنوا من إنتاج العدد المطلوب بل تمكنوا من إنتاج في هذا الوقت ١٢٠٠ كرتون فقط.

فيجب أن أبحث عن الأسباب التي منعتهم من انجاز تلك المهمة. هل هي أن العمال غير متعاونين. أو الأيدي العاملة غير كافية.

هل تعطلت إحدى مكائن تصنيع الحلوى.

سيتوجب علي البدء بحل هذه المشكلة فوراً بالبحث عن الأسباب التي أدت إلى عدم تحقيق العمل كما هو مطلوب.

فعلى سبيل المثال أن يجرى صيانة بشكل دائم على آلات إنتاج الحلوى. كي لا أقع في نفس المشكلة في المستقبل.

ويجب خلق بيئة مريحه للعمل. وتحفيز الموظفين على التعاون في العمل من خلال توفير جميع احتياجاتهم. ومنحهم المكافآت. وإعادة تأهيل الموظفين وتدريبهم جيداً. وإضافة أيدي عاملة متعاونة. وعمل اجتماعات دورية لأخذ أرائهم واقتراحاتهم وتطويرها. ومعرفتهم بزملائهم ومدرائهم بشكل صحيح.


هل تعتقد أن النتائج كانت هي الأفضل حسب القياسات التي استخدمت؟

إنّ نجاح أيّ مصنع أو أي مشروع مرتبط دائماً بوجود فريق كفؤ ذكي. حيث أن العمال والموظفين هم الأساس في كل مشروع. فإني بذلك أرى أن تطبيق نظرية تايلور مفيدة جداً في الحصول على النتائج المطلوبة.

حالة رابعة.

ومثال على حالة تخص هذه النظرية في مكان عملي. نحن نعمل في مركز يقوم بتقديم خدمة تركيب أطراف صناعية بالمجان للمتضررين من الحرب. العمل بشكل تطوعي وقائم على التبرعات من الجمعيات الخيرية. في حصيلة إيرادات مالية تكاد لا تغطي نصف القدرة الإنتاجية للمركز. وبدورها مديرية الصحة التي يتبع لها مركزنا إدارياً. تسعى لتأمين منظمة مانحة تتكفل بما يلزم من كلفة تشغيلية للمركز.

في منتصف حزيران 2022 تم استلام رسالة عبر البريد الإلكتروني صادرة من مديرية الصحة. أنه تم إيجاد منظمة لديها اهتمام بـ هكذا مشروع. لكن نريد دراسة كاملة عن المركز مما يقدمه من خدمات ودراسة مالية تغطي الاحتياجات قبل نهاية حزيران 2022.

قام مدير المركز بعقد اجتماع لمدراء المكاتب الإدارية والمدير الفني وطلب دراسة عن كل قسم على حدا بأقرب وقت ممكن على ألا تتجاوز المدة السبعة أيام.

تم توزيع المهام والبدء بعملية الدراسة وقبل نهاية المدة المحددة تم ارسال هذه المعلومات لمكتب إدارة المشاريع في مديرية الصحة. الذي بدوره قام بتجميع كافة هذه الملفات وارسالها للمنظمة المانحة قبل نهاية حزيران.

يمكن أن نرى قياسات هذا المثال في:

  • تواصل الإدارة العليا مع الإدارة الوسطى عن طريق البريد الإلكتروني.
  • إيجاد آلية للعمل التشاركي، مع العلم بأن المدير قادر على كتابة الدراسة بمفرده. لكن ان قرر ذلك فسيستهلك الوقت الكثير ويتراكم عليه العمل.
  • نتائج واضحة في القدرة على انهاء كتابة الدراسة في مدة وجيزة.
  • إعطاء الوقت اللازم للمنظمة المانحة في دراسة الدراسة المقدمة وعلى أساسها يأتي قرار المنظمة بتقديم المنحة.

هل تعتقد أن النتائج كانت هي الأفضل حسب القياسات التي استخدمت؟

نرى نجاح هذه النظرية العلمية يتم بتغيير الموقف المتبادل بين الرؤساء والمرؤوسين. المدراء والعاملين. بالنتيجة تقسيم المهام والواجبات بين كلا الطرفين وزيادة الانسجام والتعاون الودي والأداء العالي.

في الختام نعمل بجد لنحقق المستحيل دوماً لنكون قادرين على ابتكار أمور جديدة لنرفع من مستوى العمل على أكمل وجه ونكون خير مثال لخير ادارة.

المراجع.

  1. الموسوعة الجزائرية للدراسات (2019). بحث حول الإدارة العلمية لفريدريك تايلور. متاح على الرابط https://www.politics-dz.com/بحث-حول-الادارة-العلمية-لفريدريك-تايل/
  2. بدر، فاطمة (2018). أساسيات الإدارة. منشورات الجامعة الافتراضية السورية. دمشق. 
  3. مطاوع، إبراهيم عصمت وحسن، أمينة أحمد. الأصول الإدارية للتربية. جدة. دار الشروق للنشر. 
  4. محفوظ، أنس (2021): من هو فريدريك تايلور؟. موقع سطور. متاح على الرابط https://cutt.us/isWHP
  5. Mohamed Khattab (د.ت). فريدريك تايلور ونظرية الإدارة العلمية. موقع أسود البيزنس. متاح على الرابط https://www.business4lions.com/نظرية-الإدارة-العلمية/

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اتصل بنا

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *