Translate

البحث عن الكتب

الأربعاء، 26 أبريل 2023

العولمة والهيمنة والنزعة العالمية

 انتشر مفهوم العولمة في السنوات الأخيرة على نطاق واسع في وسائل الإعلام المختلفة وفي البحث العلمي في الجامعات والمراكز العلمية وفي المنتديات العلمية.



العولمة والهيمنة
العولمة والهيمنة

مفهوم العولمة.

تمثل العولمة إحدى الظواهر التي تتنوع في أشكالها وأساليبها. لذلك تعددت الآراء والمواقف حولها. فقد كان تشخيصها ليس سهلاً. بسبب غموضها. من حيث المفهوم. ومن حيث تجسيدها على أرض الواقع. (الرميحي، 1999، ص18).

يرى أبو النصر (2001، ص118) إنها علاقة مترابطة بين الدول في مجالات سياسية وثقافية واقتصادية. لتشكل قرية كونية صغيرة. وما يحدث في مكان ما. يهتم به الجميع في مختلف أصقاع الأرض. لتأثيره في مجريات أمورهم في مختلف المجالات. 

أما عبد الله (2020) فيكتب في الموسوعة السياسية إن العولمة هي سيطرة فريق على آخر. متسلحاً بأفكار شرعية. لينشر تلك الأفكار فتصبح حقيقة شرعية. تمنع التعبير عن أفكار مغايرة. وتقوم بعض الفرق بتطبيق أوامر الهيمنة بربطها بالمجالات الاقتصادية والسياسة لتسهيل إنتاج أنماط معينة داخل الاقتصاد العالمي.


مفهوم حقوق الإنسان.

يختلف مفهوم "حقوق الإنسان" بين بعض المجتمعات والثقافات. لأن مفهوم ونوع هذه الحقوق يستندان بشكل أساسي بالصورة الذي نرسم بها الإنسان. (مركز دراسات الوحدة العربية،1999، ص95).
هي حقوق طبيعية متأصلة ومترابطة لكل إنسان. مهما اختلفت جنسيته. جنسه. لونه. مكان إقامته. لغته. دينه أو عرقه. أو أي وضع آخر. والتي تظل موجودة وإن لم يتم الاعتراف بها. فيحق لجميع الأفراد الحصول على حقوقهم الإنسانية دون تمييز بينهم. فجميع هذه الحقوق متأزرة ومترابطة ولا يجوز تجزئتها. 

أي أن حقوق الإنسان هي موضع اهتمام تظهر حقوق وحريات تتعلق بالإنسان. وهذه الحقوق مستمدة من تكريم الله للإنسان وتفضيله على جميع مخلوقاته والتي تبلورت على مر التاريخ من خلال الشرائع والقوانين والأعراف (عبد الجبار،2012، ص2).


مفهوم الهيمنة.

هي النفوذ والسلطة على الآخرين. أي هي اختلاف واضح في القوة بين فاعلين أو طرفين غير متعادلين في القوة والنفوذ. وتوسع هذا التعريف ليشمل السيطرة الاقتصادية والعسكرية والسياسية لدولة على أخرى. وبالمختصر هي سيطرة دولة واحدة على دول متعددة.(خليل، 2020، ص79).


هيمنة الدول العظمى وتطبيق حقوق الإنسان.

تستند العولمة لمجموعة آليات محفزة لتحريكها. وانتشارها بين المجتمعات. حيث فرضت الدول العظمى مفاهيم الديمقراطية وحقوق الإنسان ومحاربة الإرهاب. وتم تعميم هذه المفاهيم في العالم بعد سقوط الاتحاد السوفيتي. لتهيمن أمريكا وبريطانيا وفرنسا بعد ذلك على العالم. وتسمى كل دولة لا تطبق هذه المفاهيم بالدولة غير الديمقراطية. وأنها دولة تدعم الإرهاب. وتسبب خطراً على مصالحها. (حطيموش،2019، ص3).

مع العلم أن أمريكا والتي تعتبر من أكبر الدول المطالبة بتطبيق حقوق الإنسان. إلا أنها قامت بالعديد من التعديات على الدول العربية. حيث فرضت عليها بعض الاتفاقات وفق مصالحها مثل: (الهياجنة، 2004).

  • العمل على منع أي دولة من السيطرة على منابع النفط. والالتزام بتدفقه إلى العالم الغربي وأمريكا بأسعار معقولة.
  • الإبقاء على الوضع السياسي الراهن بحالة عدم الاستقرار. وإيقاف أي تقدم تنموي يساهم في زعزعة استقرار الأنظمة العربية الموالية لأمريكا.
  • حماية إسرائيل باعتبارها حليفاً استراتيجياً لأمريكا في منطقة الشرق الأوسط.

ولتجسيد المفاهيم السياسية للعولمة. تم اعتماد هيئة الأمم المتحدة بمثابة أداة في يد الدول الغربية. حيث تحولت مهام هذه المنظمة من الحفاظ على الأمن والسلام. ومنع حل النزاعات والإشكالات بالقوة. لتتحول مفاهيمها إلى ما يخدم الدول الغربية. فأصبحت من أهم المنظمات الفاعلة في حركة العولمة. 

فصارت الولد المطيع للولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا في إصدار القرارات الملزمة من مجلس الأمن ضد الدول التي تتهم بمعارضة سياستها. كإيران التي صدر قرار بحقها بسبب تهمة الملف النووي. ويمكن أن نذكر فرنسا التي قامت باحتلال كل من الجزائر وسورية ولبنان. 

على الرغم من شعاراتها المنادية للتمسك بمبادئ الثورة الفرنسية. كما نشأت منظمات أخرى غير حكومية ترتبط بالدول الغربية من حيث الإشراف والتمويل والتوجيه. كمنظمة حقوق الإنسان.

أما اقتصادياً فكان صندوق النقد الدولي هو من يتولى معالجة أي انحراف وخلل في ميزان المدفوعات للدول الأعضاء. والبنك الدولي يدفع القروض الخاصة بالمشاريع الكبيرة. ومنظمة التجارة العالمية كانت البعد الثالث للنظام الاقتصادي العالمي. فتسيطر على مسيرة هذا النظام. (يوسف، 2000، ص8). 

جميع هذه المؤسسات عملت على نشر مبادئ الرأسمالية لمصلحة الرأسمالية العالمية. وتغلغلت في مختلف دول العالم الثالث. مدمرة اقتصادها. بقصد التحكم بمقدراتها وثرواتها. فقد كان صندوق النقد الدولي يفرض على الدول المقترضة رقابة على سياساتها الاقتصادية والاجتماعية. مما يترك تأثيراً سلبياً في تلك المجالات (حطيموش، 2019، ص4).

كما أن شعار الولايات المتحدة الأمريكية فيما يسمى " محاربة الإرهاب" أعطاها الشرعية في عدوانها على كثير من الدول العربية. تحت ذريعة زرع الديمقراطية التي نقلتها أمريكا لتلك الدول بعيدة كل البعد عن الديمقراطية الحقيقية. فكانت وسيلة لاضطهاد الشعوب العربية. 

ونشر الصراعات فيما بينهم. بقصد امتصاص خيراتهم ونهب مقدراتهم. ولم تقتصر بلطجة أمريكا على دول الشرق الأوسط فحسب بل امتدت إلى تايوان وأفغانستان وغيرها من الدول. (تقرير CGTN، 2022).


الهيمنة وصبغة النزعة العالمية.

وقد نوه الكاتب السياسي فيلاسكو (2020) إلى التداخل بين الهيمنة والنزعة العالمية. حيث تم الترويج للنزعة العالمية من قبل دعاة العولمه وخاصة الليبرالية منهم. وأنهم يسعون لتقديم أشكال الحرية وقيم المساواة. ولكن هذا ما يظهر في الاعلام فقط. بينما على أرض الواقع يحدث شيء آخر. والدليل على موضوع النزعة العالمية والتي تعتبر معاداتها بمثابة معاداة للسامية. هو ما يحدث في فلسطين المحتلة.

اقرأ أيضاً منظور الدول النامية والمتقدمة عن العولمة الاقتصادية.


هل هناك فرق بين العولمة والهيمنة.

مما سبق نستنتج أن لا فرق بين العولمة والهيمنة. فالعولمة تعد أحد أشكال الهيمنه الغربية التي تمثلت في العصر الحديث بالشركات متعددة الجنسيات واقتصاد السوق. وثورة الاتصالات. وعالم القطب الواحد. أو عالم القرية الواحدة.

حيث ظهرت العولمة بمهمة الهيمنة والسيطرة على المناطق المستقلة اقتصادياً أو سياسياً. كالحصار المطبق على سوريا وليبيا والعراق. ومحاول تهميش مصر. وتفتيت السودان. فمركزية القطب لا تقبل إلا التبعية لها. لذلك أفرز الغرب أشكالاً للهيمنة من خلال خلق مفاهيم العولمة. والعالم ذي القطب الواحد. القرية الكونية الواحدة كل ذلك بقصد سيطرة المركز على أطراف العالم لتحقيق مصالح المركز فقط.( حنفي، 2016)

المراجع.

  1. أبو النصر، فضيل. (2001). الانسان العالمي: العولمة والعالمية والنظام العالمي العادل. بيسان للنشر والتوزيع والاعلام. لبنان. 
  2. الرميحي، محمد (1999). العولمة وفخاخها – حتى لا تتحول الرأسمالية إلى حيوان شره. المستقبل العربي. العدد (241). 
  3. الشيخ عبدالله، سادة. (2020). الهيمنة. الموسوعة السياسية. متاح على الرابط https://2u.pw/q2VEkv
  4. الهياجنة، عدنان. (2004). العلاقات العربية – الأمريكية .. المصالح والمبادئ. الجزيرة نت. متاح على الرابط https://2u.pw/TN1mm2.
  5. CGTN (2022). تقرير صيني يفضح الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان التي ارتكبتها أمريكا في الشرق الأوسط... موقع CGTN العربية. متاح على الرابط https://2u.pw/0GrzXi
  6. حطيموش، يوسف. (2019). العولمة وحقوق الإنسان. مكتبة المنهل. ملف PDF. متاح على الرابط https://platform.almanhal.com/Details/Article/25025
  7. حنفي، حسن. (2016). العولمة وأشكال الهيمنة الغربية. الاتحاد. متاح على الرابط https://2u.pw/kObs2.
  8. خليل، مروة. (2020). مفهوم الهيمنة في نظريات العلاقات الدولية. كلية الدراسات الاقتصادية والعلوم السياسية. جامعة الإسكندرية. مصر. 
  9. عبد الجبار، آمال. (2012). حقوق الإنسان (المفهوم والمصادر والنشأة). الجامعة التكنولوجية. بغداد. ص٢.
  10. فيلاسكو، اندريس. (2020). في الدفاع عن النزعة العالمية. منصة بروجكت سنديكيت. متاح على الرابطhttps://2u.pw/YC835X.
  11. مركز دراسات الوحدة العربية (١٩٩٩). حقوق الإنسان العربي. ط١. بيروت. 
  12. يوسف ، محمد ف. (2000). برامج التصحيح الهيكلي ومستقبل حقوق الانسان. مجلد 2000. العدد95. مركز الدراسات الاستراتيجية. لبنان. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اتصل بنا

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *