Translate

البحث عن الكتب

الخميس، 15 يونيو 2023

انقطاع الانترنت - شكل الحياة في ظل غياب الإنترنت

 

دور الانترنت في حياتنا اليومية.

أصبح الإنترنت وما يرتبط به من وسائل تواصل اجتماعي وهواتف ذكية ومواقع ويب ومشغلات متنوعة. جميعها جزء من حياتنا الروتينية اليومية والتي لايمكن الاستغناء عنها في الوقت الحالي. فجميعنا يتفقد هاتفه وشبكة الانترنت عليه قبل القيام من الفراش صباحاً. لأسباب مختلفة بعضها لتفقد موعد معين او معلومة مهمة ينتظرها. والبعض لمجرد الترفيه وإضاعة الوقت.

انقطاع الانترنت
انقطاع الانترنت - شكل الحياة في ظل غياب الإنترنت

وبين هذين الهدفين يتم إضاعة الوقت طوال النهار والليل. فالطالب يتأخر عن دراسته. والأم تتأخر عن تلبية حاجات بيتها. 

ولكن في المقابل تؤمن هذه التكنولوجيا المعلومة المفيدة لطالب مدرسة يصعب عن حل بعض الأسئلة في منهاجه. وتجد الأم تتفقد الإنترنت لتجهز لزوجها طبخة مميزة لا تعرفها من قبل. وأم ثانية تجهز لأطفالها نماذج امتحانية جديدة لتدربهم على مذاكراتهم في المنزل بدلاً من تسجيل الدروس الخصوصية.


ما سيحدث اذا استيقظنا جميعاً في عالم انقطعت فيه تكنولوجيا الاتصال.

تبعاً لرأي المتخصصين في مجال الاتصالات والإنترنت فإنهم يستبعدون فكرة انهيار الإنترنت بشكل تام. فالإنترنت ليس صندوقاً يعمل بمفتاح تشغيل. فهو مجموعة من العمليات والكابلات والآلات المادية. تعمل وفق آليات وخوادم وشركات تجارية بالإضافة للمستخدمين أنفسهم. 

قد يخرج جزء من المنظومة عن العمل بسبب عطل في أحد الخوادم. أو في حال دخول إحدى القراصنة لمركز الخوادم وتعطيله. أو عطل في إحدى الكابلات المارة تحت مياه المحيطات. ولكن هذه الأعطال مؤقتة ويمكن إصلاحها (سبيتي،2021).

في حال انقطاع تكنولوجيا الاتصال ما تأثير ذلك على المدى القريب والبعيد؟

في حالة انقطاع تكنولوجيا الاتصال (بما فيها خطوط الهاتف والإنترنت) فإن طلاب الجامعات سيتأثرون بهذا الحدث. لأن الإنترنت هو مطلبهم الأساسي في الدراسة فالبعض يستخدم الإنترنت للترجمة الفورية. 

بالإضافة للبحث عن مصادر لأبحاثهم العلمية والتي لا تتوافر في منهاجهم الدراسية. وبعضهم يشاهد اليوتيوب للتعويض عن محاضراتهم التي تأخروا عنها. والبعض يسجل في جامعات للتعليم عن بعد. كل ذلك يؤثر بشكل سلبي على الطلاب. 

وفي المقابل نجد أن انقطاع الانترنت يتيح للطلاب الآخرين الالتفات لامتحاناتهم. والتحضير لها وفق مناهجهم المدرسية. والابتعاد عن المواقع التي تضيع الوقت كالألعاب. والمباريات. ومتابعة المشاهير بقصد تقليدهم الأعمى. وعودة أفراد العائلة للتسامر والمرح في جلساتهم العائلية مساء. وذهاب الأطفال إلى النوم المبكر بدلاً من البقاء متسمرين على شاشات الموبايل. كل ذلك يحسن الصحة النفسية والجسدية للأفراد كباراً وصغاراً. (المبيض، 2019)


في حال غياب الإنترنت فإن أول من يتأثر بشكل كارثي هو الاقتصاد، فتنهار عدة شركات في عملياتها حول العالم.

على المدى القريب👈 فوراً ستتوقف التجارة الإلكترونية. والرسائل الفورية والبريد الإلكتروني. وستتوقف المصانع عن الإنتاج. وملفات الخدمة الموضوعة على الخدمات الإلكترونية السحابية لن تتمكن من استرجاعها. حيث عدد الرسائل المرسلة يومياً من خلال البريد الالكتروني تبلغ نحو 294 مليار رسالة. أي ما يعادل 2.8 مليون رسالة كل ثانية. 

فضلاً عن إن جوجل هو أوسع محرك بحث انتشاراً. ويستقبل أكثر من مليار سؤال واستفسار بصورة يومية. ويستقبل تويتر ما يقارب 200 مليون تغريدة بشكل يومي. ويحتاج الأمر إلى نحو مليار قرص DVD لتخزين المعلومات المتاحة على شبكة الانترنت. وبالتالي سنعود إلى الوسائل الورقية وبالتالي خدماتنا ومعاملاتنا تحتاج إلى شهور. فهل لك أن تتصور الوضع في حال انقطاع الإنترنت ليوم واحد مثلاً.

على المدى البعيد👈 سوف تنتشر الجريمة فيبدأ الناس بالسرقة بسبب الشعور باليأس وحرمانهم من سبل العيش التي اعتادوها حيث كان ملايين الموظفين يعتمدون على الإنترنت والتكنولوجيا في إيجاد وظيفة ومصدر رزق لهم كمجالات التسويق والإعلام الالكتروني. وسيبدأ المتفائلون من العمال بتعلم مهن جديدة. لأن الشركات متعددة الجنسيات ستصاب بالشلل. وتضطر للانقسام إلى شركات أصغر مستقلة. بسبب انقطاع سبل التواصل فيما بينها (عرندس، 2019).

كما أن اختفاء الانترنت سيكون له عواقب وخيمة على العالم بالكامل. فمن المتوقع انهيار ثلث اقتصاد العالم الذي يعتمد بصورة رئيسية على الانترنت والاتصال والمعلومات في تسيير أمور شركاته المنتشرة في أنحاء العالم.

ماذا لو كان العالم بلا انترنت وأثره على جوانب الحياة.

تقول سبيتي (2021) إن توقف شبكة الإنترنت فجأة سيسود الكوكب فوضى عارمة ناجمة عن تعطل غالبية المؤسسات والشركات عن العمل بالإضافة لتوقف معظم مصادر الطاقة. وبالتالي سنعود إلى العصر الحجري. عصر ما قبل الإنترنت. وأهم التأثيرات الناجمة على الحياة هي:
  • انهيار منابع ومصادر المعلومات وبالتالي ستخسر على الفور مواقع التواصل الاجتماعي المتنوعة من فيسبوك وتويتر وواتساب وانستغرام مئات مليارات الدولارات من تصفح عملائها لهذه المواقع. ومن عائدات الإعلانات. وستختفي شركات ضخمة مثل جوجل وامازون وسامسونج وغيرها الكثير. كما ستخسر مايكروسوفت أقساماً من شركتها لتزول على المدى البعيد من الوجود.
  • كما أن الشركات التي تعتمد على شبكة الإنترنت كالمصارف وشبكات الهواتف ستتوقف عن العمل.
  • نشوء فجوة اجتماعية بعد انقطاع وسائل الاتصال. حيث نسبة كبيرة من مستخدمي الإنترنت يعتمدون في علاقاتهم الاجتماعية وتواصلهم مع الآخرين كعائلاتهم وذويهم ومعارفهم على تلك الوسائل من خلال الصوت والصورة. بسبب ظروف الزمان والمكان والكلفة المادية.
  • كذلك وسائل النقل البرية والبحرية والجوية والتي تعتمد على الإنترنت ستتوقف جميعها في اليوم الأول لانقطاع هذه الوسيلة التكنولوجية. بسبب توقف تدفق النفط والغاز في الأنابيب. وبعد مرور عدة أسابيع ستموت أعداد هائلة من البشر بسبب البرد في مناطقهم وانقطاع توريد الكهرباء أو النفط للتدفئة. وفقدان المياه الشرب في المدن الصحراوية والتي تأتي من تحلية مياه البحر بواسطة مصادر الطاقة.
  • خسائر فادحة جراء فقدان المعاملات المالية بين المصارف العالمية المعتمدة على الإنترنت. فتختلط الحسابات ببعضها. وخاصة بعد تحول الأموال إلى أسهم وسندات ونقود إلكترونية ورسائل بريدية. فيفقد الأثرياء أموالهم ويعودون إلى الصفر.
  • كما ستواجه البلدان المتقدمة أزمة اقتصادية خانقة حيث تختفي قطاعات صناعية بالكامل. أما البلدان الأقل تقدماً لن تعاني بذلك ولكن ستتوقف التجارة الواردة إليها. والمساعدات التي كانت تقدم إليها.
لا بد من الإقرار أن التكنولوجيا والإنترنت أهم متطلبات العصر. لا يمكن الاستغناء عنها. وعلينا استثمارها لما هو مفيد. وأن أضرارها يمكننا التحكم بها من خلال دماغنا البشري القادر على التمييز بين المفيد والضار.

المراجع.

  1. المبيض، مصعب عماد (2019). ماذا لو اختفى الإنترنت من عالمنا؟. الجزيرة. متاح على الرابط https://2u.pw/YqC8b.
  2. سبيتي ، فيديل (2021). هكذا سيكون شكل العالم... إذا اختفت الإنترنت. إندبندت عربية. متاح على الرابط https://2u.pw/rzeJA.
  3. عرندس، مصطفى(2019). ماذا سيحدث إذا انقطع الإنترنت في العالم؟. جريدة القبس. متاح على الرابط https://2u.pw/qwx5x.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اتصل بنا

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *