لجمع الأدلة التجريبية، ماذا تستخدم من أجزاء جسمك؟ ولماذا؟
مما لا شك فيه بأن علم النفس هو مجال يتمحور حول تأثير العوامل النفسية والاجتماعية على الشخصية والسلوك، لذا نجد أن للأدلة التجريبية أهمية كبيرة ومرتبطة ارتباطاً وثيقا مع علم النفس. حيث وأن هذه الأدلة تؤكد على النتائج سواء كانت نتائج خاصة أو عامة.
 |
| الأدلة التجريبية - كيف نجمع الأدلة التجريبية؟ |
بالإضافة إلى إن الأدلة التجريبية هي طريقة أكثر تأثيراً لتأكيد النظريات والإجراءات سواء بإثبات صحتها أو نفيها.
ماذا يقصد بالتجريب والأدلة التجريبية.
هو نهج قائم على الأدلة لدراسة وتفسير المعلومات التي يتم الحصول عليها من خلال مراقبة وتوثيق سلوك وأنماط معينة أو من خلال التجارب. لذا فهي المعلومات التي يمكن جمعها من التجربة أو بواسطة الحواس الخمس.
كما وتتطلب عملية النهج التجريبي إلى أدلة تثبتها أو تنفيها. وهذه الأدلة تكون عبارة عن محصلات لدراسات وتجارب سابقة مر بها الإنسان وكونت لديه فكرة شاملة عن حول وكيفية وفهم المقصود بالأدلة (برادفورد و جوردون. 2022).
ما هي المعرفة التجريبية.
إن المعرفة التجريبية هي المعارف التي يتم الحصول عليه عن طريق الملاحظة أو الحواس أو التجريب عوضاً عن النظرية. وهي ضرورية لعمل الأفراد والمجتمع. والمصدر الأول للمعرفة التجريبية هو الأدلة التجريبية متمثلة بالبيانات والمعلومات التي نجمعها عبر الملاحظة والتجريب. بينما تشمل المصادر الأخرى الوصف أو التفسير أو التحليل أو التجريب أو المناقشة.
يمكن أن تكون المعلومات التجريبية نوعية أو كمية. حيث تتحقق المعلومات النوعية من معرفة الإنسان وتحاول شرح سيكولوجية المستهلك مثلاً. بينما تحاول المعلومات الكمية تعيين ملاحظات المعلومات. بقصد محاولة تحديد التحقيق. حيث يتطلب الدليل العملي دقة المعلومات وتكاملها لنصل لتحقيق المعلومات بصورة صحيحة وموضوعية. (عيد، 2022).
بالتالي يمكن القول إن الأدلة التجريبية هي المعلومات والبيانات المكتسبة عبر الملاحظة أو الاختبار أو التجريب. حيث يقوم المختصون من العلماء بتسجيل هذه البيانات وتحليلها. باعتبار أن هذه العملية تعتبر جزءاً مهماً من أساليب المنهج العلمي.
ما المقصود بالتجريبية.
المعنى من التجريبية إنها تستند لأساس الملاحظة أو التجربة والخبرة تبعاً لقاموس (ميريام وبستر – Merriam-Webster). حيث يقوم العلماء في البداية خلال منهجهم العلمي بمرحلة تشكيل الأسئلة. أو طرح الفرضيات. ومن ثم الانتقال لاكتساب المعرفة عن طريق الملاحظة والاختبار والتجربة ومن ثم تحليل بيانات النتائج بهدف تأييد نظرية معينة أو دحضها ورفضها.
قبل أن يتم تجميع أجزاء البيانات التجريبية. يعمل العلماء على تصميم أساليب خاصة بهم لإجراء البحث بعناية بهدف ضمان دقة وسلامة وجودة تلك البيانات. وإذا وجد أي خلل في طرق تجميع وتحليل البيانات التجريبية فإن البحث لن يعتبر صحيحاً.
مما سبق نستنتج أن ما يتم استخدامه من أجزاء جسمنا لجمع الأدلة التجريبية هي الدماغ والبصر واللمس وغيرها من الحواس تبعاً للتجربة التي نقوم بإجرائها. فبعض التجارب تحتاج لحاسة الشم لتحديد صحة نتيجة التجربة أو الاختبار. وبعضها الآخر يحتاج إلى حاسة البصر. وبعضها يحتاج للتأمل واستخدام المقدرات الذهنية (الجابري،2017).
كيف نجمع الأدلة التجريبية.
مما سبق تعريفه عن المقصود بالأدلة التجريبية نجد أنه لجمع أدلة تجريبية فإننا في الغالب نستخدم حواسنا الخمس وهي البصر والسمع واللمس والشم والتذوق. وبهذه الحواس نفهم الأحداث ونحلل المواقف التي نواجهها. ونفهم كيفية حدوثها. وكذلك الشعور بها وإدراكها.
فبالحواس نستطيع الربط بين الأشياء والبحث والاكتشاف والتعلم ومعرفة الأشياء. لذا فلكل حاسة وظيفة خاصة بها وتكون عبارة عن ارتباط بينها وبين وظائف الحواس الأخرى.ولجمع الأدلة التجريبية. يتم استخدام الحواس البشرية على الشكل التالي:
- اليد: باللمس نستطيع تمييز الأشياء. وتستخدم لتدوين الملاحظات ومخرجات العملية التجريبية.
- العين: بحاسة العين نستطيع رؤية والتقاط الأشياء. وتستخدم في جمع المعلومات عن طريق الملاحظة للظواهر وقراءة الوثائق والسجلات المكتوبة التي قد تعين الباحث من تسليط الضوء على الحالة ويمكن أن نقول عنه "الاستقراء".
- العقل (الفكر): ويستخدم في تحليل بيانات الأدلة التجريبية وفهمها. ووضع الفروض الملائمة والتحقق منها. ويمكن أن نقول عنه "الاستنتاج".
- السمع: وبحاسة الأذن نستطع سماع الأشياء وتمييز الأصوات والحركات. كذلك قياس مستوى الابداع عن طريق الانصات الى موسيقى تحفيزية ويمكن القول عنه "الاختبار" (عودة،2011).
- الأذن: وبحاسة الشم نستطيع تمييز الروائح وتحديد أماكن مصدرها.
لذا ومما سبق نجد أن هناك ترابط وثيق بين عمل الحواس وكل حاسة هي مكملة لعمل الحاسة الأخرى. مع الأخذ بعين الاعتبار بأنه يجب أن تكون استنتاجاتنا خلال جمع الأدلة التجريبية بواسطة الحواس ناتجة من خلاصة تجارب سابقة وتكون قريبة للحقيقة إن لم تكن هي الحقيقة (محي. 2021).
هل يمكن اعتبار خبرتك وملاحظاتك في الحياة اليومية على أنها دليل تجريبي؟ لماذا؟
ينطوي المنهج العلمي في الغالب على مواقف وتجارب المختبر والتي قد تتكرر مراراً. ومن خلال هذه التجارب نحصل على معلومات وبيانات كمية بصورة أرقام وإحصاءات. ورغم ذلك. لا تعد هذه العملية هي الوحيدة المستخدمة بهدف جمع المعلومات لدعم نظرية ما أو رفضها. ففي بعض الأحيان تكون التجارب اليومية المتكررة أعظم دليل تجريبي على صحة الموقف أو القضية أو رفضها.
ندرج في مايلي بعض الآراء الشخصية عن اعتبار الخبرة الشخصية في الحياة اليومية على أنها دليل تجريبي:
رأي أول يقول👈 بالنسبة لي أعتبر كل ما يمر في يومي من مواقف هي تجارب ويجب أن أستفيد منها في أيامي المقبلة. وإلا فأنا أعيش يومي دون فائدة. وبالتالي الاستفادة من الخبرات الحياتية اليومية تساعدنا على إمكانية مواجهة المواقف الحياتية على مدار الشهر والعام والعقود المقبلة.
رأي آخر يقول👈 يمكن اعتبار خبرة الإنسان وملاحظاته في الحياة اليومية على أنها دليل تجريبي ولكن في بعض الحالات وبشكل خاص إذا كانت الخبرة والملاحظات هي عبارة عن النتيجة النهائية من التجارب التي سبق القيام بها على أن يكون تم تأكيد هذه الخبرة بواسطة العديد من الدراسات العلمية ولكن يجب أن نضع في الاعتبار ان الخبرة الشخصية لا تمثل دليل علمي بشكل عام.
في الختام 👈 أن الأدلة التجريبية في علم النفس وجدت للتمييز بين ما يمكن ملاحظته وما يمكننا استخلاصه سواء من محتوى أو تقارير أو نتائج. كذلك للأدلة التجريبية في علم النفس قيمة كبيرة حيث وأنها تعتبر من أحد الركائز المهمة التي بموجبها نستطيع الوصول إلى تقييم الحالات سواء كانت معرفية أو نظرية أو علمية.
مع الأخذ بعين الاعتبار إن التجارب المنجزة عن طريق المنهج التجريبي يتوجب أن تكون موضوعية دون تحيز. بمعنى لا تؤثر في آراء ونظرية الباحث العلمي على نتائج التجربة أو الدراسة. كي يتوصل إلى نتائج ومعلومات وبيانات دقيقة وفعاليتها كبيرة ومضمونة وبعيدة عن التحيز.
المراجع.
- الجابري، عمر. (2017). ما هي الأدلة التجريبية؟ . موقع أنا أصدق العلم. متاح على الرابط https://2u.pw/pQBs0I.
- برادفورد ، ألينا و جوردون ، جوناثان. (2022). الأدلة التجريبية. تم الاسترجاع من الرابط https://www.livescience.com/21456-empirical-evidence-a-definition.html.
- عيد، فرح. (2022). استخدامات المنهج التجريبي. موضوع. متاح على الرابط https://2u.pw/pAV7L.
- عودة، محمد علي. (2011). علم النفس التجريبي. تم الاسترجاع من الرابط https://platform.almanhal.com/Reader/Book/49405.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق