Translate

البحث عن الكتب

الجمعة، 14 يوليو 2023

التنمية - نظريات التنمية ومقولاتها.


مفهوم التنمية ونظرياتها.

ظهرت التنمية مع ظهور البشرية، وقد تمحورت إشكاليتها في سؤال يقول: لماذا هناك شعوب غنية وشعوب فقيرة؟ ومن هذا السؤال أصبح موضوع التنمية يلقى اهتمامات كبيرة بين الباحثين في مختلف القطاعات الاقتصادية والبيئية والسياسية والاجتماعية والثقافية.

كما اعتبرته منظمة الأمم المتحدة للتنمية وغيرها من المنظمات العالمية حقاً مكرساً للشعوب، وخاصة الدول النامية لتتمكن من اللحاق بالدول المتقدمة (رحالي وبوخالفة، د – ت، ص2).

تتعدد مفاهيم التنميه تبعاً لاختلاف الآراء حول ماهية عملية التنمية ومدى شموليتها والمجال الذي تختص فيه.
فالتنمية في قواميس ومعاجم اللغة العربية هي: النماء والزيادة والوفرة والإكثار وهي العمل على إحداث النماء (لعمارة وآخرين، 2006، ص3).

أما في الاصطلاح فالتنمية هي عملية تقوم بتوحيد الجهود المبذولة من قبل الأفراد والحكومات بقصد تحسين الظروف الاقتصادية والثقافية والاجتماعية في المجتمعات المحلية. من أجل المساهمة في عملية الاندماج في حياة الأمة. والسعي نحو تقدمها قدر الإمكان (عجمية وآخرون، 2006، ص20).

وهي تنمية طاقات الفرد بالحد الأقصى، أي إشباع حاجاته الاجتماعية بهدف الوصول به إلى مستوى معيشي معين (أبو كريشة، 2003، ص37).

نظريات التنمية ومقولاتها.
التنمية - نظريات التنمية ومقولاتها.


ساهم علماء أوروبا في الدول الأقل تطوراً بإيجاد نظريات التنميه الحديثة خلال فترة الأربعينيات من القرن الحالي وتطويرها. 

نظريات التنمية الحديثة ومقولاتها الفكرية.

كما أن هذه النظريات ساهمت خلال فترة الثمانينيات في طرح النقد بشكل رئيسي. وخاصة تجاه دور السوق من منظور الليبرالية. مما أدى إلى تطوير العديد من النظريات التي تقوم عليها التنمية نذكر منها (أبو شنب، 2022):

نظرية التحديث والنمو.

التنمية بشكل عام تتضمن متغيرات غير محدودة. في مجالات مختلفة منها الاقتصادية. السياسية. الاجتماعية. الثقافية. الدينية. الإنسانية. البيئية. كما تأثرت نظرية التنمية بصورة كبيرة بالفكر الاقتصادي منذ البداية. وقد وضع بعض المؤرخين نموذجاً لتطور مراحل النمو الخطية. حدد هذا النموذج التنمية على أنها مراحل متسلسلة يتوجب على جميع المجتمعات المرور عبرها.

ومن ثم أصبح هذا المفهوم بالنسبة لعملية التّنميه بمثابة المخطط الرئيسي المتبع لنظرية التحديث. والتي زعمت بأنه عند اتصال المجتمعات النامية بمجتمعات أوروبا الغربية ودول أمريكا الشمالية. فإنها سوف تندفع فوراً باتجاه التحديث. وبالتالي سيتحقق لها الميزات والمكاسب الاقتصادية والاجتماعية والسياسية التي تتمتع بها دول أوروبا الغربية والولايات المتحدة.

ولكن مع حلول الستينيات من القرن الماضي. كان جلياً أن دول العالم الثالث تمر بمرحلة طويلة من التخلف. لا كما تخيلت نظرية التحديث. لذلك تمت المطالبة بصورة مضادة تفيد أن الدول النامية اليوم تختلف بشكل جذري عن مراحل تطور الدول المتقدمة. لذلك من اللازم أن تتطور تبعاً لخطوط ونماذج مختلفة (خمش،2004، ص31).

نظرية التبعية.

تفسر هذه النظرية عدم النمو أو تخلف دول العالم الثالث أو الدول النامية من خلال مفهوم التبعية للدول الغربية الرأسمالية، كما تعتقد أن تخلف الدول النامية سببه عدم التكافؤ في العلاقة بين البلدان الرأسمالية وبين هذه الدول. 

حيث تقوم هذه العلاقة باستنزاف الفائض من البلدان الفقيرة النامية ومنع تراكمه. وبالتالي هي علاقة تشابك اقتصادي بين دولتين. وينشأ بين تلك الدول النامية والتجارة الدولية علاقة تبعية. من خلال قدرة الدول المسيطرة النمو ذاتياً. بينما الدول التابعة لا تستطيع بمفردها النمو.

تعتبر مقولات نظرية التبعية مضادة لنظرية التحديث التي تسعى لإعادة إنتاج وتطبيق التجربة الرأسمالية الغربية في المجتمعات والبلدان النامية. دون الأخذ بعين الاعتبار لطبيعة وخصوصية هذه البلدان من الناحية البنائية والثقافية.

وقد اتفقت الماركسية التقليدية مع نظرية التحديث في هذا السعي. وخاصة في نظرتها للاستبداد والركود في الدول النامية على أنها تسبب معوقات تقف في وجه النمو والتطور فيها (خمش،2004، ص31).

اقرأ أيضاً النظام الاقتصادي - ما هي تساؤلات المشكلة الاقتصادية؟

اقرأ أيضاً التنمية والاستثمار - معنى الاستثمار في سياق النظرية الاقتصادية، وعلاقته بالتنمية.

اقرأ أيضاً المشكلة الاقتصادية - محدودية الموارد المتاحة لإشباع الحاجات غير المحدودة .

نظرية النظام العالمي.

إن التطورات النظرية في مجالات التنميه أدت مجدداً إلى تجاوز تحليلات نظرية التحديث بسبب فشلها في عرض تفسير حقيقي لأسباب التخلف في بلدان العالم الثالث. بالإضافة لتقديمها تحليلاً مضاداً ومخالفاً لنظرية التبعية بسبب عدم قدرتها على اقتراح آليات عملية للمساهمة في تحقيق النمو في تلك البلدان. لتظهر نظرية النظام العالمي الحديث في السبعينيات من هذا القرن (تيوريل، 2019، ص145). والتي تعتبر الأكثر حداثة في ميدان التنمية والتحديث

وتعتبر هذه النظرية أن طبيعة الإنتاج المحلي السائد هو المؤشر الأساسي لدرجة التطور والنمو في المجتمعات. كما تهتم هذه النظرية بالمكانة التي يحتلها هذا المجتمع داخل النظام العالمي. كالدول الصناعية الحديثة التي تحتل مكانة مركزية بين المجتمعات. مثل الولايات المتحدة الأمريكية واليابان وألمانيا. 

إذ تحققت هذه المكانة بسبب نمط الإنتاج السائد فيها والذي يتمثل في الإنتاج الصناعي الكثيف. بينما يسود نمط الإنتاج الزراعي البسيط في غالبية الدول النامية والتي تحتل مكانة هامشية. أما الدول البترولية وبعض دول أوروبا الشرقية. فتحتل مكانة متوسطة.

تقترح هذه النظرية تغيير المكانة الطبقية لدولة من دول النظام العالمي الحديث. من خلال الانتقال بنمط الإنتاج الزراعي البسيط. إلى نمط الإنتاج الصناعي الكثيف. وترسم صورة متفائلة للعلاقة بين دول المركز ودول المحيط بعكس الصورة المتشائمة التي طرحتها نظرية التبعية.

نظرية العلاقة بين الحضارات المعاصرة.

إن تحليل واقع البلدان الناميه وعلاقتها بالحضارة الغربية. نتج عنه فرضية صراع الحضارات، والتي صورها البعض أمثال "صاموئيل هانتنجتون " على أنها صراع وعداء من جانب حضارات الدول النامية غير الغربية والتي عاشت الاستبداد والانغلاق على الماضي. وتجربتها الحضارية الفاشلة باستمرار رغم عجز هذه التجربة عن تقديم حلول للمشاكل المعاصرة لهذه البلدان. والتي تشمل البطالة والفقر والفساد وكثرة الإنجاب والديكتاتورية. 

وبما أن هذه الحضارات تقف موقف العداء للحضارة الغربية يقترح هانتنجتون أن تتوقف الحضارة الغربية عن التعاون مع تلك الحضارات المعادية. وأن تركز على توحيد الغرب اقتصادياً. (هانتنجتون، 1995).

اقرأ أيضاً ما هي البلدان النامية التي تتبع في خططها للتنمية أحد الاتجاهات الفكرية؟

اقرأ أيضاً العولمة والتنمية- ما دور العولمة في تحديد مفهوم التنمية.

اقرأ أيضاً العولمة-كيف تؤثر العولمة على إدارة الأعمال في بلدك؟.

اقرأ أيضاً تلخيص بحث -" التنمية الزراعية المستدامة في الجزائر – الواقع والتحديات ".

المراجع.

  1. أبو شنب، إيناس. (2022). نظريات التنمية. موضوع. متاح على الرابط https://2u.pw/oSz5G4.
  2. أبو كريشة، عبد الرحمان تمام. (2003). علم الاجتماع والتنمية. الإسكندرية: المكتب الجامعي الحديث.
  3. تيوريول، يان. (2019). محددات التحول الديمقراطي – تفسير تغير أنظمة الحكم في العالم (1972 -2006). ترجمة خليل الحاج صالح. طبعة أولى. الدوحة: المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات.
  4. خمش، مجد الدين. (2004). الدولة والتنمية في إطار العولمة. ط1. عمان: دار مجدلاوي للنشر والتوزيع.
  5. عجمية، محمد عبد العزيز وناصيف، ايمان عطية ونجا، علي عبد الوهاب(2006). التنمية الاقتصادية – دراسات نظرية وتطبيقية. الإسكندرية. مصر: الدار الجامعية.
  6. لعمارة، جمال ونصبة، مسعودة وبن طبي، دلال. (2006). الزكاة وتمويل التنمية المحلية. الملتقى الدولي حول سياسات التمويل وأثرها على الاقتصاديات والمؤسسات – دراسة حالة الجزائر والدول النامية. كلية العلوم الاقتصادية وعلوم التسيير. جامعة بسكرة.
  7. هانتنجتون، فرانسيس. (1995). صدام الحضارات. إعادة صنع النظام العالمي. (مترجم). بيروت: مركز الدراسات الاستراتيجية والبحوث والتوثيق.

هناك تعليق واحد:

اتصل بنا

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *