الألعاب التربوية والنظريات المفسرة تربوياً للعب الطفل
تتصف مرحلة الطفولة بالنمو السريع لمختلف مجالات النمو، لهذا السبب ولإتقان التعلم من خلال الألعاب التربوية يجب دراسة التغيرات التي تطرأ على الطفل وغرس القيم والعادات الصحية لديه.
تربية الطفل - النظريات المفسرة للألعاب التربوية |
وفقاً لما سبق تم وضع نظريات عديدة مفسرة للعب الأطفال نذكر منها:
1- النظرية المعرفية (1).
اقترح عالم النفس جون بياجيه أن الأطفال يكتسبون المعارف المعلومات الجديدة من خلال الاستيعاب والتكيف أو المواءمة (4). آمن بياجيه أن في مرحلة الطفولة المبكرة يقوم الأطفال باستيعاب المعلومات الجديدة وضمها لما يعرفونه بالفعل حتى تتناسب مع معتقداتهم وأفكارهم السابقة لغرض تحقيق ذلك واعتمدت نظریة جون بیاجیه عن افتراضين جوهریین هما:
- إن النّمو العقلي یسیر في تسلسل معین یمكن الإسراع به أو تأخیره ولكنه هو نفسه لا یمكن تغییره بالتجربة.
- إن التسلسل لیس مستمراً بل یتكون من مراحل یجب أن یتم كل منها قبل أن تبدأ المرحلة المعرفیة العقلیة التالیة.
2- نظرية الاستجمام (4).
اعتقد "شيلر ولازاروس" أن اللعب يجدد القوى التي تكون على وشك النفاذ، بمعنى آخر توضح هذه النظرية أن اللعب يمثل شكلاً من أشكال الاستجمام من عناء الدراسة وغرفة الفصل عند الأطفال.
3- نظرية الطاقة الزائدة.
لا شك في أن الطفل في مرحلة النّمو لديه فائض من الطاقة، وخصوصاً الأطفال الذين يحاطون بعناية من الآباء الذين يعتنون بغذائهم وصحتهم ونظافتهم وتربيتهم. وهذه الطاقة يجب أن تصرف بطريقة ذكية ومدروسة لا سيما أنها تنعكس سلباً على الطفل بحال لم يتم صرفها بالشكل الصحيح.
على أثر ذلك تم وضع نظرية الطاقة الزائدة من قبل "شيلر وهربرت سبنسر" وخلاصتها: إن اللعب يفيد بالتخلص من الطاقة الزائدة، وهذا يفسر خروج الأطفال لساحات اللعب فور انتهاء غرفة الفصل(2).
4- النظرية السلوكية.
يحسب "واطستون، بافلوف، سنكر" أن الإنسان مزود بالاستعدادات السلوكية التي تساعده على التعلّم منذ الولادة. بحيث يتم تطبيقها على اللعب لاستخدامها من أجل التوصل إلى نتائج. لكن تجارهم كانت معظمها على الحيوانات، بالإضافة إلى الآراء التي قال إن سلوك اللّعب لا علاقة له بالمكونات الداخلية للفرد.
أسسها "فرويد" الذي افترض أن اللعب يمكن استخدامه كوسيلة تبعث المتعة لدى الطفل بغرض معالجته من الأمراض العقلية والاضطرابات النفسية الموجودة لديه. وأضاف على ذلك أن اللعب الإيهامي المرتبط بالخيال هو وسيلة لتمثيل الطفل الأحداث المؤلمة التي مر بها.
وبما أن الطفل لا يستطيع تفريغ نزاعاته المكبوتة على الواقع لذا يقوم بتخيله عن طريق اللعب ليخفف من حدة التوتر. وعلیه فإن الطفل یمیل إلى خلق عالم من الوهم، والخيال. یمارس فیه خبراته الباعثة على السرور والمتعة واللذة دون خوف من تدخل الآخرين لإفساد متعته وسروره، فاللعب الإيهامي أو الخیالي یبعده عن الواقع المؤلم القاسي(4).
6- نظرية الإعداد للحياة والتدرب على المهارات.
قام "كارل جروس" بوصف اللعب التربوي أنه يرتبط بالمحاكاة بأشكالها من التقليد لأدوار الكبار وعكس ما يفهمون من تصرفاتهم، إلى التدريب على المهارات التي تلزمه في مستقبله (الحركة، التعرف، التذكر....).
المراجع.
(1) دباش نور الهدى (2017-2018): اللعب ودوره في تنمية النمو العقلي المعرفي لأطفال الروضة من وجهة نظر المربيات (مذكرة مكملة لنيل شهادة الماستر). ص41.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق