هل الإنسان مسير أم مخير في حياته؟
وإذا أجبنا بأنه مخيَّر لا مُسَيَّر، فسوف نكون أمام سؤال يجب أن نجيب عليه وهو كيف هو مخيَّر ونحن نراه قد جاء للحياة دون أخذ رأيه، ويمرض دون أن يرغب بالمرض، وينام ويستيقظ دون إرادة منه، وإذا قيل إنه مخيَّر بأفعاله التي تقع بإرادته، قيل قد يريد امراً وينوي على فعله وهو قادر على ذلك، إلا أنه قد يطرأ أي طارئ يمنعه من فعل ها العمل، وغيرها من الأمور الخارجة عن إرادته.
وبالتالي يظهر الخطأ في الإجابة عن هذا السؤال بأن الانسان مخيَّر أو مُسَيَّر، حيث ان الإنسان لو كان مخيَّراً بإطلاق بفعل كل ما يشاء ويريد من أفعال، ولو كان مُسَيَّراً بإطلاق لما كان له القدرة والمشيئة أن يفعل كل ما يريد. (صلاح، 2020)
فمن وُصِف بصفة التسيير بإطلاق يعني أنه ألصق بنفسه مذهب الجبرية والذي يقول: " أن العبد مجبور على فعله، وأنكروا أن يكون له قدرة ومشيئة على الفعل ".
ومن وُصِف بصفة التخيير بإطلاق يعني انه ألصق بنفسه مذهب القدرية أي نفاة القدر والذي يقول: " بأن الأمر أنف، وأن العبد هو الخالق لفعله، وأنه مستقل بالإرادة والفعل". (عبد الغفور أسرار، 2018، ص203)
ومُسَيَّر من جهة أخرى في أن جميع أفعاله هي ضمن القدر، وتعود إليه، لكونه غير قادر عن الخروج عما قدره الله تعالى له، فلا يخرج في تخييره للأمور عن قدرة الله، لقوله تعالى: " هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ" (سورة يونس: 22).
من خلال بعض الدراسات والأبحاث حول سؤال هل نمتلك إرادة حرة أم لا؟ يرى عالم الأعصاب " سام هاريس " إننا بمثابة دمى كيميائية حيوية "، حيث يوضح إننا إذا ما تمكنا من الكشف عن الاختيارات الواعية للأشخاص عن طريق جهاز مسح دماغي قبل زمن قصير – ثوانٍ – من وعيهم ومعرفتهم بهذه الاختيارات. فإن هذا الأمر يمثل تحدياً مباشراً بسبب أنهم أناساً واعيين لما يدور بداخلهم. (الحلاق، 2021)
لماذا الشر موجود من وجهة نظرك؟
مفهوم الشر.
سبب وجود الشر من وجهة نظر شخصية.
- من الممكن النظر إلى الشر على أنه مجرد نتيجة طبيعية لوجود الحرية في العالم، حيث إن وجود الحرية يعني أن الإنسان يمكنه اتخاذ القرارات الخاطئة والتصرف بطريقة غير أخلاقية، وهذا يؤدي في بعض الأحيان إلى وجود الشر.
- يرون البعض أن الشر موجود بسبب وجود الشيطان أو قوى الشر، وهذا الرأي شائع في الديانات الأبراهامية.
- يمكن النظر إلى الشر على أنه نتيجة للجوانب السلبية للإنسان، مثل الطمع والغرور والكبرياء والغضب والحسد والخيانة والعنف، وهذه الجوانب تشكل جزءًا من الطبيعة البشرية.
- بعض النظريات تقول إن الشر موجود بسبب الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، وهذا يعني أن الظروف السيئة والفقر والظلم والاستغلال يمكن أن تؤدي إلى وجود الشر.
- يرون البعض أن الشر موجود بسبب عدم وجود الله أو عدم وجود معنى في الحياة، وهذا الرأي شائع في بعض الفلسفات الشرقية والغربية.
بشكل عام، يمكن القول إن الشر موجود في العالم بسبب عدة أسباب مختلفة، وأن الحلول الممكنة لمواجهته تختلف باختلاف نظرية الفرد ونظرته للحياة والعالم.
ولماذا يسمح بوجود الشر عند من يعتقدون بوجود إله واحد أو من يعتقدون بتعدد الآلهة؟
وعدم الاتفاق حول هذه المسألة يعود إلى صعوبة إيجاد دليل قاطع يثبت أحد الرأيين بأنه مُسير أو مُخير فالإنسان يمتلك قدراً معين من الحرية في اتخاذ القرارات والتصرفات، ولكن يتأثر أيضاً بالعديد من العوامل الخارجية مثل الثقافة والتربية والظروف النفسية والجينية والاجتماعية، وأن وجود الشر يُمثل تحدياً للإنسانية بحد ذاتها، فإذا دخل الشر قلب الإنسان خرج من إنسانيته.
المراجع.
- الرازي، (1979). معجم مقاييس اللغة. 5/236.
- الحلاق، أحمد (2021). هل نمتلك إرادة حرة؟. المدونة العلمية. متاح على الرابط http://science.22web.org/?p=2966&i=2.
- القهوجي، بشار محمد رضا (2017). فلسفة وجود الشر بين واحة الإيمان ومعضلة الإلحاد. مؤتمر الدراسات الإسلامية المعاصرة والقضايا المستجدة-ماليزيا. كلية الامارات للتطوير التربوي. الامارات العربية المتحدة.
- صلاح، خلود (2020). هل الإنسان مخيَّر أم مُسَيَّر. مرسال. متاح على الرابط https://www.almrsal.com/post/981600.
- عبد الغفور أسرار، عبد المنعم (2018). تعداد الفرق وتعيينها. مجلة الجامعة العراقية. العدد41/3.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق